Total Pageviews

Tuesday, November 23, 2010

هفوات الالباني

يتنطح الألباني فيحرم على المرأة أن تلبس الذهب المحلق [1] ويعني بذلك الخاتم والسوار والسلسلة من الذهب ويتبجح بتفاخره بهذا لأنه في نفسه يرى مقولة الوهابية: "هم رجال ونحن رجال"، كأنه ما سمع بحديث رسول الله عن الذهب: "وحلّ لإناثهم" [2]، ولم يسمع بالإجماع الذي نقله البيهقي وغيره [3].
وقد حرّم الألباني الوضوء بأكثر من مد وحرّم الاغتسال بأكثر من خمسة أمداد، لأنه من شدة تهوره قال إن هذا مأخوذ من حديث [4]: "كان –أي رسول الله- يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد"، ونسوق كلام شيخنا العلامة المحدث الهرري في الرد عليه ونص عبارته: "ومن أعجب شذوذات الألباني أنه حرم الوضوء بأكثر من مد أي مقدار [125] غرامًا أي ما يساوي ثلاثة أرباع كوب من الماء وعلى حساب وزن المد من الحب نحو [400] غرام، وحرّم الاغتسال بأكثر من صاع وهو أربعة أمداد، نشرت ذلك عنه مجلة التمدن الإسلامي في دمشق وحدثنا عنه بذلك بعض من شافهه، فكان ردّي في ذلك موجهًا إليه الخطاب: كنت تأخذ بمذهب الحنفي وتدعي أنك لا تخرج عنه إلا إلى قول قاله مجتهد ءاخر وها أنت قد خرجت إلى قول لم يقل به عالم قط فلم يرد جوابًا وانقطع. وكان استناده في تحريم ذلك حديث مسلم عن أنس: كان رسول الله يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع، وأين في الحديث تحريم الزيادة على المد في الوضوء على أن مسلمًا أورد أيضًا في نفس الباب رواية: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل بخمس مكاكيك ويتوضأ بمكوك"، والمكوك مقدار صاع ونصف يفهم ذلك من القاموس وغيره وإن فسره النووي بالمد ولا وجه لذلك.

وعلى مذهب الألباني يا ويل الذين يزيدون على ذلك لكونهم أصحاب الحرف الوسخة حيث لا يقتصرون لجميع وضوئهم على المد فهم ءاثمون ضالون على قوله، ففيما ذهب إليه تضييق لدين الله الواسع وحرج عظيم والله تعالى يقول: {وما جعلَ عليكم في الدينِ من حرجٍ} [سورة الحج/78].

وكذلك يكفي في الرد عليه حديث ابن حبان [5] عن ابن عباس قال: حدثتني خالتي ميمونة قالت: أدنيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم غسلَه من الجنابة قالت: فغسل كفيه مرتين أو ثلاثًا ثم أدخل كفه اليمنى في الإناء فأفرغ بها على فرجه فغسله بشماله ثم ضرب بشماله الأرض فدلكها دلكًا شديدًا، ثم توضأ وضوءه للصلاة، ثم أفرغ على رأسه ثلاث حفنات مِلء كفيه ثم تنحى غير مقامه ذلك فغسل رجليه ثم أتيته بالمنديل فردّه"، فإذا كان أفرغ على رأسه ثلاث حفنات ملء كفيه هذا لرأسه فقط فماذا يكون جملة ما أخذه لبدنه؟

وذكر الإمام المجتهد ابن المنذر في كتاب "الأوسط" [6] ما نصه: "وقد أجمع أهل العلم على أن المدّ من الماء في الوضوء والصاع في الاغتسال غير لازم للناس. وكان الشافعي يقول: "وقد يُرفق بالماء القليل فيكفي ويُخرق بالكثير فلا يكفي"، وصدق الشافعي هذا النص قال: موجود من أفعال الناس". انتهى كلام شيخنا الهرري.

وفعل الألباني يشهد عليه بكذبه حيث كان يغترف من برك بعض المساجد في دمشق كما يغترف غيره للوضوء فقد شوهد وهو يغترف من البركة على حسب العادة المعروفة في دمشق وذلك القدر لا يقل عن عشرة أمداد، فمن هنا يصح أن يقال إنه كالمثل القائل: "خالف تُعرف".

فعلى قول الألباني كل مسلم يتوضأ اليوم فهو عاص بوضوئهِ، فمن منكم أيها المسلمون يتوضأ بمقدار المد من الماء فانظروا فقد جعلكم هذا البدعيّ عصاة بوضوئكم، ودين الله يسر واسع ليس حرجًا قال الله تعالى: {وما جعلَ عليكُم في الدينِ من حرجٍ} [سورة الحج/78]،
فهذا الرجل جعل دين الله حرجًا بإيجابه الاقتصار على المدّ من الماء لكل وضوء،
انظروا إلى ما يؤدي إليه كلام هذا الرجل.


الهوامش:

[1] كما في كتابه "ءاداب الزفاف" [ص/132].
[2] أي إناث الأمة، رواه الترمذي: كتاب اللباس: باب ما جاء في الحرير والذهب.
[3] السنن الكبرى [4/142]، المجموع للنووي [4/442]، فتح الباري [10/317].
[4] أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الحيض: باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة.
[5] أنظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان [2/251].
[6] الأوسط [1/361]

Saturday, November 20, 2010

الحب في الله


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
_من أراد الله به خيرا رزقه خليلا صالحا .إن نسي ذكره وان ذكر أعانه
_ما أعطي عبد بعد الاسلام خيرا من اخ صالح
_ما التقى مؤمنان قط الا أفاد الله أحدهما من صاحبه
_اذا التقى مؤمنان فابتسم أحدهما الى الاخر تتساقط عنهم الخطايا كما تتساقط أوراق الشجر في الشتاء
_مثل الأخوين اذا التقيا كمثل اليدين تغسل أحدهما الاخرى (القصد تنغسل الذنوب عنهما مثلما تغسل اليدين كل واحدة الاخرى)
_ايها الناس لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا.ولن تؤمنوا حتى تحابوا
_ثلاثة من كن فيه ذاق حلاوة الايمان
من كان الله ورسوله أحب اليه من سواه.....وأن يحب أحدا لا يحبه الا لله......وأن يكره العودة الى الكفر مثلما يكره الورود في النار
_ما تحاب اثنان في الله الا كان أحبهما الى الله أشدهما حبا لصاحبه
_ينصب حول العرش يوم القيامة منابر من نور عليها قوم لباسهم من نور ووجوههم نور
ليسوا بأنبياء ولا شهداء....يغبطهم الانبياء والشهداء...هم المتحابون في الله على غير انساب بينهم ولا أموال يتعاطونها
_ما زار رجل أخ له في الله الا أرسل الله له ملك من خلفه يقول له طبت وطاب ممشاك وطابت لك الجنة
_يقول الله تعالى في حديثه القدسي:
وجبت محبتي للمتحابين في
وجبت محبتي للمتجالسين في
وجبت محبتي للمتزاورين في
وجبت محبتي للمتناصرين في
فما اجمل أن نكون ممن يمن الله عليهم بمحبته
اللهم اجعلنا ممن تحب وارضى عنا وعن المسلمين جميعا يا رب العالمين

يا دنيا اعذريني

قال الرسول صَلى الله عليه وسلم:

"إنّ الشّيْطَانَ قَعَدَ لابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ
الإسْلاَمِ فَقَالَ:
تُسْلِمُ وَتَذَرُ دِينَكَ وَدِينَ آبَائِكَ وَآبَاءِ أَبِيكَ فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ ثُمّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ فَقَالَ: تُهَاجِرُ

وَتَدَعُ أَرْضَكَ وَسَمَاءَكَ
وَإنّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِر كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطّوَلِ [الحبل]؟ فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ، ثُمّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ

فَقَالَ
: تُجَاهِدُ؟
فَهُوَ جَهْدُ النّفْسِ وَالْمَالِ فَتُقْتَلُ؛ فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ وَيُقْسَمُ الْمَالُ؟
فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ".

قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم:
"فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ حَقّا عَلَى اللّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنّةَ
وَإنْ غَرِقَ كَانَ حَقّا عَلَى اللّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنّةَ، أَوْ وَقَصَتْهُ دَابّتُهُ كَانَ حَقّا عَلَى اللّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنّةَ".

ياااااا دنيا أعذريني الجنه تناديني ""

لم لا اجابة للدعاء؟


جاء اهل البصرة الي ابراهيم بن ادهم فقالو له : يا إبراهيم.. إن الله تعالى يقول فيكتابه: {ادعوني أستجب لكم} (غافر: 60ونحن ندعو الله منذ وقت طويل فلا يستجيب لنا؟! فقال لهم إبراهيم بن أدهم: يا أهل البصرة، ماتت قلوبكم في عشرة أشياء:
أولها: عرفتم الله، ولم تؤدوا حقه
.الثاني: قرأتم كتاب الله، ولم تعملوا به
.الثالث: ادعيتم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتركتم سنته.
الرابع: ادعيتم عداوة الشيطان، ووافقتموه .
الخامس: قلتم : نحب الجنة، ولم تعملوا لها .
السادس: قلتم : نخاف النار، ورهنتم أنفسكم بها
السابع: قلتم: إن الموت حق، ولم تستعدوا له .
الثامن: اشتغلتم بعيوب إخوانكم، ونبذتم عيوبكم.
التاسع: أكلتم نعمة ربكم، ولم تشكروها .
العاشر: دفنتم موتاكم، ولم تعتبروا بها

Sunday, November 14, 2010

شكل الارض

شكل الأرض



آيات الإعجاز:

قال الله عز وجل: {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا} [الأعراف: 54].
وقال تعالى: {وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 40].
وقال سبحانه: {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} [الشعراء: 28].
وقال تعالى أيضاً: {فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} [المعارج: 40].
وقال جل جلاله: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} [النور: 44].
وقال تعالى أيضاً: {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ} [الزمر: 5].

التفسير اللغوي:
قال ابن منظور في لسان العرب:
في مادة كوّر: [والتكوير معناه لفُّ شيءٍ على آخر في اتجاه مستدير].

فهم المفسرين:
لقد قرر القرآن الكريم أن الأرض كروية في أكثر من موضع وأعطانا أكثر من دليل، وقد نقل الإمام القرطبي رحمه الله تعالى عن الضحاك في معنى التكوير: [أي يلقي هذا وهذا على هذا، قال وهذا على معنى التكوير في اللغة وهو طرح الشيء بعضه على بعض]، وقال الفخر الرازي رحمه الله تعالى في تفسيره: [ثبت بالدلائل أن الأرض كرة، فكيف يمكن المكابرة فيه؟!]، كما قال ابن حزم رحمه الله تعالى: [إن أحداً من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة بالعلم رضي الله تعالى عنهم لم ينكروا تكوير الأرض ولا يحفظ لأحد منهم في دفعه كلمة]، وقد قرر ذلك أيضاً .. [الإمام الألوسي وابن القيم وابن تيمية رحمهم الله].


مقدمة تاريخية:

لقد قال الأقدمون بكروية الأرض، وعلى رأسهم علماء اليونان كـ "إيراتوستين" (276 ق.م.) و"أرسطو" (384 ق.م.) و"فيتاغورس" (569 ق.م.) فقد تمكن "إيراتوستين" من قياس تقريبي لمحيط الأرض الكروي واعتقد نتيجة ذلك بأن هناك أرضاً مسكونة تقابل أرضه، وقد وصف العلماء المسلمون الأرض بأنها كروية كما جاء في كتاب "المقدسي" (375 هـ) (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم) قوله: (فأما الأرض فإنها كالكرة موضوعة في جوف الفلك، كالمحّة في جوف البيضة).

وقال قبله مثل ذلك أيضاً ابن خرداذية (232 هـ) في كتابه (المسالك والممالك)، وقال بذلك الاصطخري والبيروني والإدريسي والحَمْوي وغيرهم كثير.

أما في أوروبا فلم يعتقد الأوروبيون بفكرة كروية الأرض، وكانوا يرون بأن نهاية البحر الذي يلي القارة الأوروبية هو نهاية لامتداد الأرض، إلا أن بعضاً من علماءهم وبعد اطلاعهم على علوم السابقين من المسلمين وغيرهم، رجحت عندهم فكرة كروية الأرض، وتكرس هذا الاعتقاد بعد قيام "كولومبوس" (1451 م) برحلته وقيام "ماجلان" (1480 م) بدورته حول الأرض وكان ذلك بين عام (1518 و 1522 م).

ثم جاء الفيزيائي "اسحق نيوتن" ليقول بأن الأرض شبه كروية، وأثبت ذلك حسابياً.

ثم جاء القرن العشرون واستطاعت ثورة علم الفلك والمركبات الفضائية في منتصف هذا القرن من الإجابة عن معظم التساؤلات حول كروية الأرض وموقعها في هذا الكون، وأصبح معلوماً أن الأرض شبه كروية تدور حول نفسها ونتيجة ذلك يحصل تتابع الليل والنهار على وجه الأرض.

وجه الإعجاز:
وجه الإعجاز في الآيات القرآنية الكريمة هو دلالة الألفاظ: [(ولا الليل سابق النهار)، (المشارق والمغارب)، (يقلب)، (يكوّر)، (دحاها)] لشكل الأرض الشبه الكروي المفلطح، وهو ما كشفت عنه المشاهدة العينية لكروية الأرض من الفضاء الخارجي.

نشأت الوهابية في الهند


نشأتهم في الهند : فإن الوهابية نشأت فيها بما كتب إسماعيل الدهلوي باسم " تقوية الإيمان " أخذاً وناقلاً عن كتاب التوحيد الصغير الذي أرسله المؤلف إلى علماء مكة , وقد قارن العلامة فضل الرسول في كتابه " سيف الجبار بين كلمات تقوية الإيمان , والرسالة المذكورة " , أثبت بها أن تقوية الإيمان كأنها نفس كتاب التوحيد الصغير في الهند فنصرح النظر أولاً إلى الأكابر الذين ناظروا أو عاصروا الشاه إسماعيل الدهلوي , وردوا على عقائده , ثم نذكر تلاميذه ومن بعدهم من العلماء الذين واجهوا الوهابية , وما بعدها من الفرق الحديثة , وقاموا بنشر السنة , وخفض البدعة بالتدريس والإفتاء , والتصنيف والمناظرة , والوعظ والإرشاد , وأقسمهم إلى طبقات :
1- الطبقة الأولى : الذين ناظروا إسماعيل الدهلوي أو عاصروه وردوا على بدعاته .
2- الطبقة الثانية : الذين نهضوا بعد موته وردوا على أتباعه وعلى الفرقة الحديثة القائلة بستة خواتم في طبقات الأرض الستة .

4 - الطبقة الثالثة : الذين عاصروا نشأة القاديانية , والجكرالوية , والنيشرية , والندوية , والديوبندية.
4- الطبقة الرابعة : الذين واجهوا أتباع مخترعي الفرق المذكورة , وعاصروا كبراء الديوبندية مع نشأتها أو بعدها بقليل .
5- الطبقة الخامسة : تلاميذ الطبقة الرابعة الذين عاصروا الأتباع , وشهدوا نشأة التبليغية والمودودية من فروع الديوبندية والوهابية .
الطبقة الأولى
1- الشيخ رشيد الدين خان الدهلوي نحو 1183 هـ / 1243 هـ :
ولد ونشأ بدهلي , وقرأ بعض الكتب الدرسية على المفتي علي كبير البنارسي , وأكثرها على العلامة رفيع الدين بن ولي الله العمري الدهلوي , واستفاد من الشيخ عبد القادر , وصنوه الشيخ عبد العزيز , ولازم الثلاثة مدة طويلة حتى صار علماً مفرداً في العلم معقولاً ومنقولاً , وانتهت إليه رئاسة التدريس بمدينة دهلي , قام بالذبّ عن حمى السنة والجماعة والنكاية في أهل البدع وخاصة في الرافضة , وناظر إسماعيل الدهلوي لما كتب " تقوية الإيمان " , ونشر في الهند أول مرة نحلة الوهابية.
2- الشيخ مخصوص الله بن الشيخ رفيع الدين العمري الدهلوي 1271 هـ :
له : معيد الإيمان في الرد على تقوية الإيمان .
3- الشيخ محمد موسى بن الشيخ رفيع الدين الدهلوي :
له : فتوى ورسائل في الرد على إسماعيل الدهلوي .
4- الشيخ محمد شريف الدهلوي .
5- الشيخ المفتي شجاع الدين علي خان .
6- العلامة فضل حق الخير أبادي 1212 هـ / 1278 هـ .
الشيخ الإمام العلامة فضل حق بن فضل إمام بن محمد أرشد العمري الخير أبادي :
لم يكن له نظير في زمانه في الفنون الحكمية والعلوم العربية , درس العلوم المتداولة على أبيه , وأخذ الحديث عن الشيخ عبد القادر والشيخ عبد العزيز ابني ولي الله الدهلوي , وحفظ القرآن في أربعة أشهر , وتخرج وهو ابن ثلاث عشرة سنة , فاق أهل زمانه في الخلاف والجدل , والميزان والحكمة , واللغة , وقرض الشعر وغيرها , أمَّه الطلبة من بلاد بعيدة فدرّس , وألَّف وأفاد وأجاد , ساهم في الثورة على الدولة الانكليزية سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف , المصادفة سنة 1857 م فحبسته الحكومة بعد هدوء الثورة , ونفته إلى جزيرة من جزائر " السيلان " حتى توفي هناك .
له كتب جليلة في العلوم الحكمية وغيرها , وهو أول من كتب في الرد على تقوية الإيمان " تحقيق الفتوى في إبطال الطغوى " سنة 1240 هـ [18].
هؤلاء الستة المذكورين ذكرهم العلامة فضل رسول البدايواني في كتابه " سيف الجبار " بتصريح أسمائهم في الذين ناقشوا أول مرة إسماعيل الدهلوي بجامع دهلي ولذا قدمت أسماءهم .
الشيخ عبد الغفور السّواتي 1184 هـ / 1295 هـ :
وهو إمام المجاهدين وشيخ الإسلام ببشاور ( من باكستان حالياً ) حارب الانكليز محاربات عنيفة , وساعد السيد أحمد الراي بريلوي والمولوي إسماعيل الدهلوي حيث بلغا بشاور وقاتلا السيخ , لكن لما أعلنا عقائدهما الشنيعة خالفهما جهاراً , وأمر تلاميذه بالرد عليهما , فكتب الشيخ محي الدين النوشهروي , والشيخ نصير أحمد وغيرهما كتباً في الرد على الوهابية , والذبّ عن حوزة الدين , قضى حياته في نشر الدين , ورفع الحق , ودحض البدع والمنكرات , وله مآثر جليلة في محاربات الانكليز , وإلهاب العواطف الدينية في المسلمين لا تزال بركاتها بمقاطعة سرحد من الباكستان .
الشيخ جمال الدين بن علاء الدين بن أنوار الحق الأنصاري الفرنجي محلي 1276 هـ :
ولد ونشأ بلكناو , وقرأ على عمه الشيخ نور الحق , ثم رحل إلى " مدراس " وولي التدريس في
" المدرسة الوالاجاهية " مقام والده ونال منـزلة أبيه , وتوفي هناك في الثامن من ربيع الآخر سنة ست وسبعين ومائتين وألف ودفن بها .
كان شديد الرد على الوهابية لإساءتهم الأدب إلى حضرات الأنبياء والأولياء , ناظر المولوي محمد علي خليفة سيد أحمد الراي بريلوي على عبارات " تقوية الإيمان " وأصدر عليه فتوى أصبحت سبب إخراج الخليفة المذكور من بلاد مدراس إلى كلكتا , ذكر عبد الحي الكنوي الندوي المنابذ لتقليد الأئمة والمعتنق تقليد إسماعيل ونذير حسين الدهلويين في كتابه نزهة الخواطر الشيخ جمال , ولكن سبه سبّات عديدة كما هو دأبه في العلماء الذين كافحوا فتنة الوهابية وجاهروا بالرد عليها .
العلامة المفتي شرف الدين الرامبوري 1268 هـ :
أصله من بنجاب , قدم رامبور فأخذ العلم ثم اشتغل هذا بالتدريس والإفتاء , تخرج عليه خلق كبير من العلماء , وانتهت إليه رئاسة التدريس بمدينة " رامبور " تلمذ عليه الشيخ أبو سعيد بن صفي الدين الدهلوي , والشيخ أحمد سعيد بن أبي سعيد المذكور , والشيخ محمد علي الرامبوري , والشيخ محمد حسن بن أبي الحسن البريلوي , والشيخ عبد القادر بن محمد أكرم وجمع كثير , وله سراج الميزان , في المنطق وشرح السلّم إلى مقام , لا يحد ولا يتصور , والفتاوى الفقهية ورسائل كثيرة .
نصر السنة وأهلها وذم البدع وأهلها ورد على الفرقة الوهابية الحادثة في عصره , ولذا سبّه صديق حسن القنوجي في " أبجد العلوم " ثم عبد الحي الطبيب اللكنوي في " نزهة الخواطر " بأنه كان شراً في الدين لا شرف الدين .
وهذان ممن نابذا تقليد الأئمة , واعتنقا تقليد إسماعيل الدهلوي والشوكاني ونحوهما , والتزما الغضّ من كل من خالفهما عقيدة مع الاعتراف ببعض العلم والفضل .
قدوة العارفين الشيخ غلام محي الدين القصوري الصديقي بن الشيخ غلام مصطفى بن الشيخ غلام مرتضى 1202 هـ / 1270 هـ :
أحد أعلام العلماء والعرفاء الكملاء في باكستان , توفي أبوه في صباه فرباه عمه الشيخ محمد , ومنه أخذ العلوم المتداولة من المعقول والمنقول ثم سافر إلى دهلي , وأخذ الحديث عن الشيخ عبد العزيز المحدث الدهلوي ونال الشهادة والإجازة منه , وأخذ الطريقة عن عمه , ثم أخذ بعد وفاته عن الشيخ غلام علي الدهلوي ورزق منه القبول , والخلافة والإجازة .

ثم عاد إلى موطنه " قصور " من بنجاب واشتغل بالتدريس والإفادة , والإرشاد والإفاضة , وانتفع به خلق كثير , ونال الخلافة منه عدد من الكاملين كابنه الشيخ عبد الرسول القصوري , وتلميذه وختنه الشيخ غلام دستكير القصوري , والشيخ غلام مرتضى من أهل موضع " بيربل " والشيخ غلام نبي , وله مقدرة فائقة في الشعر , قرض الشعر في العربية , والفارسية , والبنجابية , والأردية .
وله ديوان شعر ومصنفات في العقيدة والفقه وغيرهما نثراً ونظماً , منها خلاصة التقرير في مذمة المزامير والرسالة النظامية , هي منظومة في التوحيد , ورسالة في الرد على الوهابية , توفي في 22 ذي القعدة سنة 1270 هـ المصادف 17 أغسطس سنة 1854 م .
الشيخ كريم الله بن لطف الله الدهلوي العمري 1201 هـ / 1291 هـ :
هو من العلماء المبرزين في التدريس والإفتاء , أخذ العلوم من أعلام دهلي الشيخ كاظم , والشيخ رشيد الدين , والشيخ الكبير عبد العزيز المحدث ثم سافر إلى " مارهرة " وأخذ الطريقة عن السيد آل أحمد المارهروي , ثم رجع إلى دهلي وتصدر للتدريس فأخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ , من تصانيفه " هادي المضلين " في الرد على الوهابيين , توفي في الرابع من شوال وله تسعون سنة .
الشيخ الكبير محمد أحسن بن محمد صادق بن محمد أشرف الخوشابي البشاوري المعروف بـ
" حافظ دراز " لطول قامته 1202 هـ / 1263 هـ :
كان من أسرة دينية علمية ومن المبرزين في الوعظ والإرشاد , والتدريس والتصنيف , كانت أمه ذات تبحر في العلوم فقرأ عليها أكثر الكتب الدرسية , وبرع في التفسير والحديث والفقه والعلوم العقلية , وأخذ عنه خلق كثير , وأمَّ مجلس درسه الطلاب من بشاور , وكابل , وقندهار , وغزني , وهرات , وسمرقند , وبخارى , ينتمي إليه أغلب علماء " سرحد " من باكستان أخذاً وتلمذاً .
لما بلغ إسماعيل الدهلوي مع شيخه بشاور وأعلن بعقيدته الوهابية خالفه علماء بشاور وفي مقدمتهم حافظ دراز , كان جريئاً في إعلاء الحق , لا يخاف لومة لائم ، من مشاهير تلاميذه الشيخ شمس الدين السيالوي , والشيخ غلام نبي , والشيخ نصير أحمد , له منح الباري شرح صحيح البخاري بالفارسية يزدان بتحقيق الرجال وحلّ اللغات , وتأييد مذهب أهل السنة بالأدلة , وتبيين المذهب الحنفي بالدلائل مع رسوخ وإتقان , وإفهام وإيضاح نسخته الخطية محفوظة بجامعة بشاور , وانتشر الجزء الأول بعد الطبع , وله حاشية على شرح السلّم للقاضي مبارك طبعت مرات .

وتفسير سورة يوسف , ورسائل في ذكر المعراج , والوفاة , وأجوبة عن أسئلة سلطان بخارى محفوظة بدار الكتب من الكلية الإسلامية بلاهور .
(( كما ذكر الشيخ عبد الحكيم شرف القادري في كتابه " تذكرة أكابر أهل السنة بباكستان " , ذكرت أسماء المذكورين بقدر يسير من التراجم لأنهم الطليعة الأولى في العصور الأخيرة التي واجهت الفتن الجديدة التي أولدتها أعداء الإسلام من اليهود والنصارى , واستخدمت لها من وثقت بهم من المنتمين إلى الإسلام , وتفرست فيهم العمل لإنجاز مرامها من التفريق بين المسلمين , وإضعاف قوة الإيمان وعاطفة الجهاد فيهم لتحتكم دولتها , وتأمن الثورة والخروج من صفوف المؤمنين , فهؤلاء العلماء وجب عليهم صون المسلمين عن فساد الاعتقاد وتحذيرهم من مكائد النصارى واليهود , وتحريضهم على الجهاد فقاموا بمسؤولياتهم , وبذلوا جهودهم الحثيثة في سبيل رفع الحق , ودحض الباطل , فجزاءهم الله تعالى عن المسلمين جميعاً )) .
الطبقة الثانية
الشيخ عبد اللطيف الدهلوي ثم السَّتّهني 1207 هـ / 1340 هـ :
هو ابن آخر السلاطين المغولية " بهادرشاه ظفر " , اختفى بعدما قتلت الانكليز إخوته , واعتقلت أباه وذهبت الدولة المغولية , ثم اختار الفقر والسلوك وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد بلال , والشيخ عبد الكريم من خلفاء الشيخ سليمان التونسوي , ورزق العرفان بفضل تربيتهما , كان ذا علم وفضل , وزهد وورع , شديد الالتزام بإدراك الجماعة حتى لم تفته التكبيرة الأولى مدة مائة سنة .
قويّ الحب بالرسول الكريم ومجالس مولده العظيم , تشرف بالحج والزيارة ثلاثاً وثلاثين مرة , وقام بجولات مصر , واستانبول , وبيت المقدس , وسوريا , وبغداد , والروم , وقضى فيها أربع سنوات كاملة , يعتصم بالسنة , ويجتنب عن البدعة وأهلها ويرد عليهم خاصة على الفرقة الجديدة الوهابية والمتولدة منها " الديوبندية " , أخذ البيعة عنه آلاف من المسلمين , ومن خلفائه الشيخ عبيد الله الكانبوري , والشيخ قادر بخش السهسرامي , سكن بموضع " سَتَّهن " من لواء سلطان فور بشمال الهند , ومات ودفن هناك سنة 1340 هـ وعمره مائة وثلاث وثلاثون سنة .
الشيخ العلامة المفتي إرشاد حسين العمري الرامبوري 1248 هـ / 1311 هـ :
له انتصار الحق في الرد على معيار الحق لنذير حسين الدهلوي منكر التقليد , ومجموعة فتاوى , ورسائل تخرج عليه وانتفع به أعلام كبار كالشيخ ديدار علي الألوري , والشيخ سلامة الله , والشيخ ظهور الحسين , والشيخ عبد الغفار خان , والشيخ عناية الله خان أكابر علماء رامبور , وشبلي النعماني من أعظم جره .
الشيخ العلامة عبد الحليم بن أمين الله اللكنوي الفرنجي محلي 1239 هـ / 1285 هـ :
له تصانيف جليلة في العلوم العقلية والدينية منها : نور الإيمان في آثار حبيب الرحمن , وقمر الأقمار على نور الأنوار في أصول الفقه , وتعليقات على الهداية , والقول الأسلم لحل شرح السلّم للملا حسن , توفي بحيدر أباد الركن ودفن بها .
الشيخ عبد الفتاح بن الشيخ السيد عبد الله الكلشن أبادي 1234 هـ / 1295 هـ .
الشيخ السيد عبد الله بن آل أحمد الحسيني الواسطي الباكرامي 1248 هـ / 1305 هـ :
فاضل جليل من تلاميذ العلامة فضل حق الخير أبادي , والشيخ سلامة الله البدايوني الكانبوري , له مصنفات نافعة في الصرف والنحو والحكمة والفقه , وقصائد عربية وفارسية وأردية ورسائل في الرد على الوهابية .
المفتي غلام سرور القادري ابن المفتي غلام محمد القرشي الهاشمي اللاهوري 1244 هـ / 1307 هـ :
له كتب جليلة في التاريخ والسير منها : 1- كنجينة سروري يحتوي على تواريخ المواليد والوفيات للمشاهير من عصر الرسالة إلى العصور الأخيرة . 2- تاريخ مخزن بنجاب . 3- حديقة الأولياء .
4- خزينة الأصفياء في مجلدات . 5- جامع اللغات وغيرها نحو عشرين كتاباً نافعاً .
الشيخ مخلص الرحمن بن السيد غلام علي الجاتكامي[19] 1229 هـ / 1302 هـ :
له شرح الصدور في دفع الشرور , وهو رَدُّ رصين متين على " تقوية الإيمان " لإسماعيل الدهلوي .
الشيخ نصير أحمد بن الشيخ غلام محمد البشاوري 1228 هـ / 1308 هـ :
من أجلة علماء سرحد من باكستان , أخذ العلوم من علماء سرحد , ثم من العلامة محمد أحسن حافظ دراز , وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد الغفور صاحب سوات , له تصانيف جيدة منها :
إحقاق الحق في الرد على تقوية الإيمان .
العلامة نقي علي بن المفتي رضا علي البريلوي 1246 هـ / 1297 هـ :
ولد أول رجب ببريلي ونشأ بها , أخذ العلوم عن أبيه الجامع بين الشريعة والطريقة , وتخرج عليه , كان له ذهن ثاقب , ورأي صائب , يجمع بين عقل المعاش والمعاد , ويزدان بالسخاء , والتواضع , والاستغناء , بذل عمره في إشاعة السنة ومقاومة البدعة , من جلائل أعماله إفحام المبتدعة الحديثة , وإسكات الفرفة المدعية ستة أمثال لخاتم النبيين في ست طبقات الأرض , توفي آخر ذي القعدة , من تصانيفه الكلام الأوضح , وسيلة النجاة في سيرة سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأكرم التسليم , سرور القلوب بذكر المحبوب , خلاصة وسيلة النجاة , جواهر البيان في أسرار الأركان أي الصلاة والصيام والزكاة والحج , أصول الرشاد لقمع مباني الفساد في إبطال البدعة النجدية , هداية البرية إلى الشريعة الأحمدية في الرد على عشرة فرق من أهل الفتن , إذاقة الآثام لمانعي عمل المولد والقيام , إزالة الأوهام في الرد على أوهام النجدية , تزكية الإيقان في الرد على " تقوية الإيمان " فضل العلم والعلماء الكواكب الزهراء في فضائل العلم وآداب العلماء , وسواها نحو خمسة وعشرين كتاباً مذكوراً في تاريخ علماء الهند , وتقديمات جواهر البيان , وسرور القلوب , والكلام الأوضح بقلم نجله الإمام أحمد رضا خان القادري رحمهما الله تعالى .

الطبقة الثالثة
الشيخ السيد أبو الحسين أحمد النوري بن السيد ظهور حسن المارهروي 1255 هـ / 1324 هـ.
الشيخ المجدد العلامة أحمد رضا بن الشيخ نقي علي البريلوي 1272 هـ / 1340 هـ :
سيأتي ذكره بالتفصيل إنشاء الله تعالى .
الشيخ أصغر علي روحي بن الشيخ القاضي شمس الدين 1284 هـ / 1373 هـ :
ولد وتوفي بموطنه بلدة " كتهالة " من مديرية " كجرات " بباكستان , وتلمذ على الشيخ فيض الحسن السهارنفوري ( م 1304 هـ ) , تلميذ العلامة فضل حق الخير أبادي , والشيخ أحمد سعيد العمري , انتهت إليه رئاسة العلوم الأدبية في عصره , عارض المتنبي القادياني بقصيدته العاجلة الغراء المطبوعة في جريدة " بَيْسَة " لاهور لما أنشأ القادياني قصيدته مليئة بالأخطاء الأدبية وسمّاها " القصيدة الإعجازية " , وللشيخ قصائد في العربية والفارسية والأردية , وكُتب في علوم الأدب وغيرها منها دبيرعجم في البلاغة , وسيطرة الإسلام على النصارى اللئام , وله تقريظات على " أنوار أفثاب صداقت " للقاضي فضل أحمد في الرد على الوهابية , وعلى نصر المقلدين المذكور وعلى غيرهما .
الشيخ أنوار الله بن شجاع الدين الحيدر أبادي المعروف بفضيلت جنك 1264 هـ / 1336 هـ :
من تلاميذ العلامة عبد الحليم الفرنجي محلي وابنه الشيخ عبد الحي , له إفادة الإفهام في مجلدين في الرد على القادياني , وحقيقة الفقه , وأنوار أحمدي في مولد النبي r رد فيها على قاسم الناتوتوي الذي جوز أن يأتي نبي جديد بعد رسولنا خاتم النبيين , ومقاصد الإسلام , في أحد عشر جزء , شرح فيها الإسلام , ورد على الأفكار المصادمة للإسلام قديماً وحديثاً , وله مآثر ومناقب جمة .
الشيخ الطبيب الشريف بركات أحمد بن الشيخ السيد دائم علي البهاري الطوكي
1280 هـ / 1347 هـ :
من تلاميذ العلامة عبد الحق ( 1244 هـ / 1316 هـ ) ابن العلامة فضل حق الخير أبادي , له كتب في الرد على الوهابية , مثل صدقة جارية في ردّ آرية , والصمصام القاضب على المفتري الكاذب في امتناع كذبه تعالى , ورسائل في علم الأنبياء , وامتناع نظير خاتم النبيين , وله تلاميذ أجلة في أنحاء الهند وخارجها .
الشيخ السيد جماعت علي بن السيد كريم شاه المحدث السيالكوتي 1257 هـ / 1370 هـ :
وله 113 عاماً , مولده ومدفنه بموضع " علي بورسيّدان " من مديرية " سيالكوث " بنجاب , له خدمات بارزة في صيانة المسلمين عن شرور النصارى والهندوس والقاديانية والوهابية , أسلم على يده الآلاف من النصارى والهندوس .
له كتب في التصوف والفضائل , وهو من تلاميذ العلامة أحمد حسن الكانبوري والشيخ فيض الحسن السهارنفوري والشيخ غلام قادر البهيروي .
الشيخ العلامة غلام قادر بن الشيخ غلام حيدر الهاشمي البهيروي 1265 هـ / 1327 هـ :
ولد بموضع " بهيرة " من لواء " سركودها " بنجاب , تلَّمذ على المفتي صدر الدين الدهلوي , وأخذ الطريقة عن الشيخ شمس الدين السيالوي , تلمذ عليه غالب أعلام بنجاب , ومن مصنفاته : الشوارق الصمدية تلخيص البوارق المحمدية للعلامة البدايوني بالأردية , شمس الضحى في مدح خير الورى , النور الرباني في مدح المحبوب السبحاني , ووضع نهجاً للتعليم الديني بالكليات الانكليزية باسم
( إسلام كي كَيارة كتابين ) أي أحد عشر كتاباً في الإسلام .
كان شديد الاعتصام بمذهب السنة والجماعة , قويّ الرد على البدع وأهلها , قام بالرد على النصارى والقاديانية والنيشرية والرافضة والوهابية والديوبندية , وهو أول من أفتى بمخالفة القادياني من علماء بنجاب , ولم يكن إذ ذاك ادعى النبوة , توفي في 19 ربيع الأول ودُفن بمسجد بيكم شاهي لاهور .
الشيخ محمد حسن جان بن الشيخ عبد الرحمن العمري المجددي السرهندي
1278 هـ / 1365 هـ :
له مواقف جليلة في خدمة الدين , وصيانة المسلمين عن شرور المفسدين , وله مصنفات جميلة نافعة منها الأصول الأربعة في ترديد الوهابية , وطريق النجاة مع رسالة " التنوير في إثبات التقدير " في رد النيشرية , والعقائد الصحيحة في بيان مذهب أهل السنة والجماعة , في الرد على الديوبندية , وأنساب الأنجاب , وتذكرة الصلحاء , توفي في الثاني من رجب ودفن بموضع " كوه كنجة " في " حيدر أباد " من باكستان .
الشيخ السيد مهر علي بن الشيخ السيد نذر الدين الحسني الجيلاني 1275 هـ / 1356 هـ :
ولد بموضع " كولرة " مديرية " راولبندي " من باكستان , وتلقى دروس الكتب العالية من المفتي لطف الله العلي جرهي , والحديث عن المحدث أحمد علي السهارنفوري , وبايع على يد الشيخ شمس الدين السيالوي , ونال منه الإجازة والخلافة .
كتب شمس الهداية في إثبات حياة المسيح u رداً على القاديانية , ولم يتمكن المرزا من الرد عليها لكن تحدى بالمناظرة , وجاء الشيخ لاهور على الموعد المقرر لكن المرزا لم يحضر ونال الخزي والهوان .
فكتب تفسير سورة الفاتحة باسم " إعجاز المسيح " , ونشر في 15/12/1900 م مظهر أنه بإلهام الله تعالى , فرد عليه الشيخ مهر علي بكتابه " سيف جشتيائي " أبان أخطاء المرزا في العربية , وأفشى كذب دعاياته , كتب " الفتوحات الصمدية " في الرد على الوهابية , وإعلاء كلمة الله في بيان ما أهلّ به لغير الله .
وله كتب أخر ومواقف جريئة في قيادة المسلمين , توفي في 29 صفر 1356 هـ بموطنه " كولرة " .
الشيخ المحدث وصي أحمد بن الشيخ محمد طيب السورني ثم البيلي بهيتي 1252 هـ / 1334 هـ:
يمتاز بتدريس الأحاديث النبوية نحو خمسين سنة في " بيلي بهيت " بالمدرسة الحافظية ثم بمدرسة الحديث ومن تلاميذه أعلام أجلة كالشيخ السيد سليمان أشرف رئيس قسم العلوم الدينية بالجامعة الإسلامية بعلي جرة , والشيخ مشتاق أحمد , والمفتي نثار أحمد , والمفتي عبد القادر اللاهوري , والسيد خادم حسين بن الشيخ جماعت علي شاه العلي بوري , والسيد مصباح الحسن , وصدر الشريعة أمجد علي الأعظمي , والشيخ ضياء الدين أحمد المدني وغيرهم .
ومن تصانيفه : التعليقات على الشروح الأربعة لجامع الترمذي , التعليقات المجلي شرح منية المصلي , حاشية الجلالين , حاشية مشكاة المصابيح , حاشية مقامات الحريري , حاشية الشافعية ابن حاجب , حاشية شرح المنيدي لهداية الحكمة للأبهري , جامع الشواهد في إخراج الوهابيين عن المساجد , كشف الغمامة عن سنية العمامة .
الطبقة الرابعة
الشيخ غلام دستكير نامي بن الشيخ حامد شاه البنجابي الشيخوبوري 1300 هـ / 1381 هـ:
من تصانيفه : تاريخ كبار أسرته , نسب الرسول وصحابته , مناقب الخلفاء الراشدين ( منظومة ) , تاريخ النجدية , الصديق والفاروق كما يراهما المستشرقون وغيرها .
صدر الأفاضل الشيخ نعيم الدين بن الشيخ معين الدين نُزْهَتْ المراد أبادي 1300 هـ / 1367 هـ :
له أعمال جليلة في خدمة الدين والوطن والأمة , ومن مصنفاته : الكلمة العليا في علم المصطفى , أطيب البيان في الرد على تقوية الإيمان , خزائن العرفان في تفسير القرآن , التحقيقات لدفع التلبيسات في كشف مكائد " المهند " لعلماء ديوبند , فرائد النور في جرائد القبور وغيرها .
أسس الجامعة النعيمية بمراد أباد , ودرّس بها , ولا تزال في خدمة الدين والعلم وتخريج العلماء , وتوفي بموطنه في 18 ذي الحجة ودفن برحاب الجامعة المذكورة .
الطبقة الخامسة
الشيخ الجليل المفتي حشمت علي خان بن نواب علي خان اللكنوي ثم البيلي بهتي
1320 هـ / 1380 هـ :
تلمذ على صدر الشريعة أمجد علي , والشيخ رحم إلهي وغيرهما , وانتفع بالإمام أحمد رضا البريلوي , وله مآثر خالدة في نشر الدين والرد على المبطلين , ناظرهم مراراً في بلدان عديدة وأفحمهم , واهتدى به خلق كثير وله كتب نافعة منها : 1- الصوارم الهندية جمع فيها تصديقات ( 268 ) عالماً من شبه القارة الهندية لحسام الحرمين على منحر الكفر والمين , 2- كشف فيه عن تلبيسات " المهند " لعلماء ديوبند . 3- الأنوار الغيبية .
الشيخ عبد الحفيظ بن الشيخ عبد المجيد البريلوي المعروف بمفتي آغرة 1318 هـ / 1377 هـ:
مولده ببلدة " بريلي " وموطنه " أنَوْلَة " من لواء " بريلي " , درّس بمدرسة مبارك فور , أعظم جره وبالمدرسة الحميدية ( وارانسي ) وبمدرسة منظرحق تاندة من لواء " فيض أباد " حين كان أبوه رئيس المدرسين بها , وبالمدرسة النعمانية جادة " فراش خانة " دهلي , وتولى الخطابة والإفتاء بجامع آغرة ست عشرة سنة , ثم انتقل إلى كراتشي بباكستان , وتولى الخطابة والإفتاء بمسجد جناح , ثم رئاسة المدرسين بدار العلوم المظهرية , ثم ذهب إلى مدرسة أنوار العلوم بمدينة ملتان ( بنجاب ) , وتولى رئاسة المدرسين وتوفي بها في الخامس من ذي الحجة ودفن بمقبرة " حسن بروانة " ملتان ,
من مصنفاته : تكميل الإيمان , رسالة وجيزة في العقائد , السيوف الكلامية لقطع الدعاوي الغلامية في الرد على القاديانية , الحسني والمزيد لمحب التقليد , تهافت الوهابية , صيانة الصحابة في الرد على من أساء على معاوية , إرغام هاذر في إيضاح التوحيد والشرك , وإفحام بعض الهاذرين من الديوبندية , التعقب على المرزائية , في إبانة معنى خاتم النبيين , النقد على المودودي , عبادة الإسلام , مجموعة فتاواه وغيرها .
الشيخ محبوب علي خان بن نواب علي خان اللكنوي المقيم والمدفون ببمهي .../ 1385 هـ :
من تلاميذ السيد الشيخ ديدار علي الألوري , ذبَّ عن الدين مدة عمره قلماً ولساناً , وله نحو عشرين كتاباً في الرد على الديوبندية والمودودية , منها تواريخ مجددين حزب وهابية .

الشيخ محمد عمر بن الشيخ محمد أمين اللاهوري 1321 هـ / 1391 هـ :
له مناقشات ومناظرات مع الوهابية , ومن مصنفاته مقياس الحنفية , مقياس النور , مقياس الصلاة , مقياس المناظرة , مقياس الخلافة , ومقياس النبوة وغيرها .
الشيخ محمد نظام الدين الملتاني :
قضى حياته في الدفاع عن الإسلام , والذبّ عن السنة والجماعة خطابة ومناظرة وكتابة , صنَّف كثيراً وينشر إعلاناً في كل كتاب له بأن أحداً ( أتحدى ) من القاديانية والرافضة والجكرالوية والوهابية لو تحدى بالمناظرة فاطلبوا محمد نظام الدين الملتاني لمناظرته , فإنه مستعد لها في كل حين , ومن تصانيفه : حقيقة مذهب الشيعة , قهر يزداني برقعلة قادياني , أباطيل الوهابية , سيف النعمان على أهل الطغيان سيرة المقلدين , سلطان التفاسير عشرة أجزاء , شرح القصيدة الغوثية , راهِ عرفان باللغة البنجابية , إصلاح الطالبين , البلاغ المبين وغيرها نحو ثلاثين كتاباً .
المصادر والمراجع للطبقات الخمسة المذكورة فقط أعلاه
مصادر التراجم :
1- تذكرة علماء الهند لمحمد عبد الشكور المعروف بالمولوي رحمن علي .
2- نزهة الخواطر لعبد الحي الطبيب الراي بريلوي .
3- تذكرة علماء أهل السنة للأستاذ محمود أحمد القادري المظفريوري .
4- تذكرة أكابر أهل السنة بباكستان للعلامة عبد الحكيم شرف القادري .
5- أكمل التاريخ للأستاذ يعقوب حسين القادري .
6- رسائل وكتب .
7- حدوث الفتن وجهاد أعيان السُّنن بقلم الأستاذ الفاضل محمد أحمد المصباحي , عضو المجلس الإسلامي مباركفور – الهند .
8- الإمام أحمد رضا خان وأثره في الفقه الحنفي , مشتاق أحمد بن بيرنادرشاه .
وبعد ذكر هؤلاء العلماء الكبار الذين ذكرناهم في الطبقات ,

الحركة الوهابية في الجزيرة العربية

نشأت الحركة الوهابية في جزيرة العرب على يد زعيمها الأول ابن تيمية الحرّاني في تسعينات القرن السابع الهجري , وأخذت شكلها المنظم في العصر الحديث على يد زعيمها الثاني محمد بن عبد الوهاب , والتي تصدى لها الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالنصح والإرشاد تارة , وبقوة السلاح تارة أخرى , حين دعمه سلطان السعوديين
ونتناول بإيجاز شديد ترجمة هذين الرجلين أولاً , ثم ننتقل إلى أفكارهما وموقف علماء الإسلام , بما فيهم الإمام أحمد رضا خان من هذه الحركة .
أولاً : الشيخ ابن تيمية :
هو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحرّاني الدمشقي الحنبلي , ولد في عاشر ربيع الأول سنة 661 هـ , وهو حفيد الفقيه المجد ابن تيمية الحنبلي المشهور . ولد بحرّان في بيت علم من الحنابلة وقد أتى به والده الشيخ عبد الحليم مع ذويه من هناك إلى الشام خوفاً من المغول , وكان أبوه رجلاً هادئاً أكرمه علماء الشام ورجال الحكومة حتى ولّوه عدة وظائف علمية مساعدة له , وبعد أن مات والده ولّوا ابن تيمية هذا وظائف والده بل حضروا درسه تشجيعاً له على المضي في وظائف والده وأثنوا عليه خيراً كما هو شأنهم مع كل ناشئ حقيقي بالرعاية , وعطفهم هذا كان ناشئاً من مهاجرة ذويه من وجه المغول يصحبهم أحد بني عباس , وهو الذي تولى الخلافة بمصر فيما بعد , وتوفي والده بلا مال ولا تراث بحيث لو عين الآخرون في وظائفه للقي عياله البؤس والشقاء .... وكان في جملة المثنيين عليه التاج الفرازي المعروف بالفرح , وابن البرهان , والجلال القزويني , والكمال الزملكاني , ومحمد بن الحرير الأنصاري , والعلاء القونوي وغيرهم , لكن ثناء هؤلاء غّرَّ ابن تيمية ولم ينتبه إلى الباعث على ثنائهم , فبدأ يذيع بدعاً بين حين وآخر , وأهل العلم يتسامحون معه في الأوائل باعتبار أن تلك الكلمات ربما تكون فلتات لا ينطوي هو عليها , لكن خاب ظنهم وعلموا أنه فاتن بالمعنى الصحيح , فتخلوا عنه واحد إثر واحد على توالي فتنه , ثم إن ابن تيمية وإن كان ذاع صيته وكثرت مؤلفاته وأتباعه , فإنه كما قال فيه المحدّث الحافظ الفقيه ولي الدين العراقي ابن شيخ الحافظ زين الدين العراقي في كتابه ( الأجوبة المرضية على الأسئلة المكية ) : " علمه أكبر من عقله " , وقال أيضاً : أنه خرَّق الإجماع في مسائل كثيرة , قيل : تبلغ ستين مسألة بعضها في الأصول وبعضها في الفروع خالف فيها بعد انعقاد الإجماع عليها .
وتبعه على ذلك خلق من العوام وغيرهم , فأسرع علماء عصره في الرد عليه وتبديعه , منهم الإمام حافظ تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي , قال في الدرة المضيّة ما نصه : أما بعد فإنه لما أحدث ابن تيمية ما أحدث في أصول العقائد , ونقص من دعائم الإسلام الأركان والمعاقد , بعد أن كان مستمراً بتبعية الكتاب والسنة , مظهراً أنه داع إلى الحق معاد إلى الجنة , فخرج عن الإتباع إلى الابتداع , وشذَّ عن جماعة المسلمين بمخالفة الإجماع , وقال بما يقتضي الجسمية والتركيب في الذات المقدسة , وأن الافتقار إلى الجزء أي افتقار الله إلى الجزء ليس بمحال , ومعنى هذا الكلام أن الله مركب من أجزاء ويحتاج إلى تلك الأجزاء والعياذ بالله , وقال بحلول الحوادث بذات الله , وأن القرآن محدث تكلم الله به بعد أن لم يكن .... فأثبت الصفة القديمة حادثة والمخلوق الحادث قديماً , ولم يجمع أحد هذين القولين في ملة من الملل , ولا نحلة من النحل.................................................................
http://www.soufia.org/vb/showthread.php?t=9405