Total Pageviews

Saturday, December 25, 2010

تهنئة الكفار بمناسبة اعيادهم


قال الامام ابن حجر الهيتمي في فتاويه ما نصه :
وَسُئِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَرَضِيَ عنه هل يَحِلُّ اللَّعِبُ بِالْقِسِيِّ الصِّغَارِ التي لَا تَنْفَعُ وَلَا تَقْتُلُ صَيْدًا بَلْ أُعِدَّتْ لِلَعِبِ الْكُفَّارِ وَأَكْلُ الْمَوْزِ الْكَثِيرِ الْمَطْبُوخِ بِالسُّكَّرِ وَإِلْبَاسُ الصِّبْيَانِ الثِّيَابَ الْمُلَوَّنَةِ بِالصُّفْرَةِ تَبَعًا لِاعْتِنَاءِ الْكَفَرَةِ بِهَذِهِ في بَعْضِ أَعْيَادِهِمْ وَإِعْطَاءِ الْأَثْوَابِ وَالْمَصْرُوفِ لهم فيه إذَا كان بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ تَعَلُّقٌ من كَوْنِ أَحَدِهِمَا أَجِيرًا لِلْآخَرِ من قَبِيلِ تَعْظِيمِ النَّيْرُوزِ وَنَحْوِهِ فإن الْكَفَرَةَ صَغِيرَهُمْ وَكَبِيرَهُمْ وَضَعِيفَهُمْ وَرَفِيعَهُمْ حتى مُلُوكَهُمْ يَعْتَنُونَ بِهَذِهِ الْقِسِيِّ الصِّغَارِ وَاللَّعِبِ بها وَبِأَكْلِ الْمَوْزِ الْكَثِيرِ الْمَطْبُوخِ بِالسُّكَّرِ اعْتِنَاءً كَثِيرًا وَكَذَا بِإِلْبَاسِ الصِّبْيَانِ الثِّيَابَ الْمُصَفَّرَةَ وَإِعْطَاءَ الْأَثْوَابِ وَالْمَصْرُوفِ لِمَنْ يَتَعَلَّقُ بِهِمْ وَلَيْسَ لهم في ذلك الْيَوْمِ عِبَادَةُ صَنَمٍ وَلَا غَيْرِهِ وَذَلِكَ إذَا كان الْقَمَرُ في سَعْدِ الذَّابِحِ في بُرْجِ الْأَسَدِ وَجَمَاعَةٌ من الْمُسْلِمِينَ إذَا رَأَوْا أَفْعَالَهُمْ يَفْعَلُونَ مِثْلَهُمْ فَهَلْ يَكْفُرُ أو يَأْثَمُ الْمُسْلِمُ إذَا عَمِلَ مِثْلَ عَمَلِهِمْ من غَيْرِ اعْتِقَادِ تَعْظِيمِ عِيدِهِمْ وَلَا افْتِدَاءٍ بِهِمْ أو لَا فَأَجَابَ نَفَعَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِعُلُومِهِ الْمُسْلِمِينَ بِقَوْلِهِ لَا كُفْرَ بِفِعْلِ شَيْءٍ من ذلك فَقَدْ صَرَّحَ أَصْحَابُنَا بِأَنَّهُ لو شَدَّ الزُّنَّارَ على وَسَطِهِ أو وَضَعَ على رَأْسِهِ قَلَنْسُوَةَ الْمَجُوسِ لم يَكْفُرْ بِمُجَرَّدِ ذلك ا هـ
فَعَدَمُ كُفْرِهِ بِمَا في السُّؤَالِ أَوْلَى وهو ظَاهِرٌ بَلْ فَعَلَ شيئا مِمَّا ذُكِرَ فيه لَا يَحْرُمُ إذَا قَصَدَ بِهِ التَّشْبِيهَ بِالْكُفَّارِ لَا من حَيْثُ الْكُفْرُ وَإِلَّا كان كُفْرًا قَطْعًا فَالْحَاصِلُ أَنَّهُ إنْ فَعَلَ ذلك بِقَصْدِ التَّشْبِيهِ بِهِمْ في شِعَارِ الْكُفْرِ كَفَرَ قَطْعًا أو في شِعَارِ الْعَبْدِ مع قَطْعِ النَّظَرِ عن الْكُفْرِ لم يَكْفُرْ وَلَكِنَّهُ يَأْثَمُ وَإِنْ لم يَقْصِدْ التَّشْبِيهَ بِهِمْ أَصْلًا وَرَأْسًا فَلَا شَيْءَ عليه ثُمَّ رَأَيْت بَعْضَ أَئِمَّتِنَا الْمُتَأَخِّرِينَ ذَكَرَ ما يُوَافِقُ ما ذَكَرْتُهُ فقال وَمِنْ أَقْبَحِ الْبِدَعِ مُوَافَقَةُ الْمُسْلِمِينَ النَّصَارَى في أَعْيَادِهِمْ بِالتَّشَبُّهِ بِأَكْلِهِمْ وَالْهَدِيَّةِ لهم وَقَبُولِ هَدِيَّتِهِمْ فيه وَأَكْثَرُ الناس اعْتِنَاءً بِذَلِكَ الْمِصْرِيُّونَ وقد قال صلى اللَّهُ عليه وسلم من تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ منهم بَلْ قال ابن الْحَاجِّ لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَبِيعَ نَصْرَانِيًّا شيئا من مَصْلَحَةِ عِيدِهِ لَا لَحْمًا وَلَا أُدْمًا وَلَا ثَوْبًا وَلَا يُعَارُونَ شيئا وَلَوْ دَابَّةً إذْ هو مُعَاوَنَةٌ لهم على كُفْرِهِمْ وَعَلَى وُلَاةِ الْأَمْرِ مَنْعُ الْمُسْلِمِينَ من ذلك وَمِنْهَا اهْتِمَامُهُمْ في النَّيْرُوزِ بِأَكْلِ الْهَرِيسَةِ وَاسْتِعْمَالِ الْبَخُورِ في خَمِيسِ الْعِيدَيْنِ سَبْعَ مَرَّاتٍ زَاعِمِينَ أَنَّهُ يَدْفَعُ الْكَسَلَ وَالْمَرَضَ وَصَبْغِ الْبَيْضِ أَصْفَرَ وَأَحْمَرَ وَبَيْعِهِ وَالْأَدْوِيَةُ في السَّبْتِ الذي يُسَمُّونَهُ سَبْتَ النُّورِ وهو في الْحَقِيقَةِ سَبْتُ الظَّلَّامِ وَيَشْتَرُونَ فيه الشَّبَثَ وَيَقُولُونَ إنَّهُ لِلْبَرَكَةِ وَيَجْمَعُونَ وَرَقَ الشَّجَرِ وَيَلْقُونَهَا لَيْلَةَ السَّبْتِ بِمَاءٍ يَغْتَسِلُونَ بِهِ فيه لِزَوَالِ السِّحْرِ وَيَكْتَحِلُونَ فيه لِزِيَادَةِ نُورِ أَعْيُنِهِمْ وَيَدَّهِنُونَ فيه بِالْكِبْرِيتِ وَالزَّيْتِ وَيَجْلِسُونَ عَرَايَا في الشَّمْسِ لِدَفْعِ الْجَرَبِ وَالْحَكَّةِ وَيَطْبُخُونَ طَعَامَ اللَّبَنِ وَيَأْكُلُونَهُ في الْحَمَّامِ إلَى غَيْرِ ذلك من الْبِدَعِ التي اخْتَرَعُوهَا وَيَجِبُ مَنْعُهُمْ من التَّظَاهُرِ بِأَعْيَادِهِمْ ا هـ
الفتاوي الفقهية الكبري ج 4 ص 239)
و قال الامام الشربيني في شرحهه للمنهاج
ويعزر من وافق الكفار في أعيادهم ومن يمسك الحية ويدخل النار ومن قال لذمي يا حاج ومن هنأه بعيده ومن سمى زائر قبور الصالحين حاجا والساعي بالنميمة لكثرة إفسادها بين الناس
قال يحيى بن أبي كثير يفسد النمام في ساعة ما لا يفسده الساحر في السنة
مغني المحتاج ج 4 ص ( 194)

وعند الاحناف

(قال أبو حفص الكبير رحمه الله : لو أن رجلا عبد الله تعالى خمسين سنة ثم جاء يوم النيروز وأهدى إلى بعض المشركين بيضة يريد تعظيم ذلك اليوم فقد كفر وحبط عمله وقال صاحب الجامع الأصغر إذا أهدى يوم النيروز إلى مسلم آخر ولم يرد به تعظيم اليوم ولكن على ما اعتاده بعض الناس لا يكفر ولكن ينبغي له أن لا يفعل ذلك في ذلك اليوم خاصة ويفعله قبله أو بعده لكي لا يكون تشبيها بأولئك القوم , وقد قال صلى الله عليه وسلم { من تشبه بقوم فهو منهم } وقال في الجامع الأصغر رجل اشترى يوم النيروز شيئا يشتريه الكفرة منه وهو لم يكن يشتريه قبل ذلك إن أراد به تعظيم ذلك اليوم كما تعظمه المشركون كفر , وإن أراد الأكل والشرب والتنعم لا يكفر)ا.هـ

البحر الرائق شرح كنز الدقائق للعلامة ابن نجيم (8/555)
و المالكية

( فصل ) في ذكر بعض مواسم أهل الكتاب فهذا بعض الكلام على المواسم التي ينسبونها إلى الشرع وليست منه وبقي الكلام على المواسم التي اعتادها أكثرهم وهم يعلمون أنها مواسم مختصة بأهل الكتاب فتشبه بعض أهل الوقت بهم فيها وشاركوهم في تعظيمها يا ليت ذلك لو كان في العامة خصوصا ولكنك ترى بعض من ينتسب إلى العلم يفعل ذلك في بيته ويعينهم عليه ويعجبه منهم ويدخل السرور على من عنده في البيت من كبير وصغير بتوسعة النفقة والكسوة على زعمه بل زاد بعضهم أنهم يهادون بعض أهل الكتاب في مواسمهم ويرسلون إليهم ما يحتاجونه لمواسمهم فيستعينون بذلك على زيادة كفرهم ويرسل بعضهم الخرفان وبعضهم البطيخ الأخضر وبعضهم البلح وغير ذلك مما يكون في وقتهم وقد يجمع ذلك أكثرهم , وهذا كله مخالف للشرع الشريف .

ومن العتبية قال أشهب قيل لمالك أترى بأسا أن يهدي الرجل لجاره النصراني مكافأة له على هدية أهداها إليه قال ما يعجبني ذلك قال الله عز وجل { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة } الآية قال ابن رشد رحمه الله تعالى قوله مكافأة له على هدية أهداها إليه إذ لا ينبغي له أن يقبل منه هدية ; لأن المقصود من الهدايا التودد لقول النبي صلى الله عليه وسلم { تهادوا تحابوا وتذهب الشحناء } , فإن أخطأ وقبل منه هديته وفاتت عنده فالأحسن أن يكافئه عليها حتى لا يكون له عليه فضل في معروف صنعه معه . وسئل مالك رحمه الله عن مؤاكلة النصراني في إناء واحد قال تركه أحب إلي ولا يصادق نصرانيا قال ابن رشد رحمه الله الوجه في كراهة مصادقة النصراني بين ; لأن الله عز وجل يقول { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله } الآية .

فواجب على كل مسلم أن يبغض في الله من يكفر به ويجعل معه إلها غيره ويكذب رسوله صلى الله عليه وسلم , ومؤاكلته في إناء واحد تقتضي الألفة بينهما والمودة فهي تكره من هذا الوجه وإن علمت طهارة يده .

ومن مختصر الواضحة سئل ابن القاسم عن الركوب في السفن التي يركب فيها النصارى لأعيادهم فكره ذلك مخافة نزول السخط عليهم لكفرهم الذي اجتمعوا له . قال وكره ابن القاسم للمسلم أن يهدي إلى النصراني في عيده مكافأة له . ورآه من تعظيم عيده وعونا له على مصلحة كفره . ألا ترى أنه لا يحل للمسلمين أن يبيعوا للنصارى شيئا من مصلحة عيدهم لا لحما ولا إداما ولا ثوبا ولا يعارون دابة ولا يعانون على شيء من دينهم ; لأن ذلك من التعظيم لشركهم وعونهم على كفرهم وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك , وهو قول مالك وغيره لم أعلم أحدا اختلف في ذلك انتهى .

ويمنع التشبه بهم كما تقدم لما ورد في الحديث { من تشبه بقوم فهو منهم } ومعنى ذلك تنفير المسلمين عن موافقة الكفار في كل ما اختصوا به . وقد كان عليه الصلاة والسلام يكره موافقة أهل الكتاب في كل أحوالهم حتى قالت اليهود إن محمدا يريد أن لا يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه . وقد جمع هؤلاء بين التشبه بهم فيما ذكر والإعانة لهم على كفرهم فيزدادون به طغيانا إذ أنهم إذا رأوا المسلمين يوافقونهم أو يساعدونهم , أو هما معا كان ذلك سببا لغبطتهم بدينهم ويظنون أنهم على حق وكثر هذا بينهم . أعني المهاداة حتى إن بعض أهل الكتاب ليهادون ببعض ما يفعلونه في مواسمهم لبعض من له رياسة من المسلمين فيقبلون ذلك منهم ويشكرونهم ويكافئونهم . وأكثر أهل الكتاب يغتبطون بدينهم ويسرون عند قبول المسلم ذلك منهم ; لأنهم أهل صور وزخارف فيظنون أن أرباب الرياسة في الدنيا من المسلمين هم أهل العلم والفضل والمشار إليهم في الدين وتعدى هذا السم لعامة المسلمين فسرى فيهم فعظموا مواسم أهل الكتاب وتكلفوا فيها النفقة..) ا.هـ

المدخل للعلامة ابن الحاج المالكي (2/46-48)

والحنابلة


(( و ) يكره ( التعرض لما يوجب المودة بينهما ) لعموم قوله تعالى { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله } الآية .
( وإن شمته كافر أجابه ) ; لأن طلب الهداية جائز للخبر السابق .
( ويحرم تهنئتهم وتعزيتهم وعيادتهم ) ; لأنه تعظيم لهم أشبه السلام .
( وعنه تجوز العيادة ) أي : عيادة الذمي ( إن رجي إسلامه فيعرضه عليه واختاره الشيخ وغيره ) لما روى أنس { أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد يهوديا , وعرض عليه الإسلام فأسلم فخرج وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه بي من النار } رواه البخاري ولأنه من مكارم الأخلاق .
( وقال ) الشيخ ( ويحرم شهود عيد اليهود والنصارى ) وغيرهم من الكفار ( وبيعه لهم فيه ) . وفي المنتهى : لا بيعنا لهم فيه ( ومهاداتهم لعيدهم ) لما في ذلك من تعظيمهم فيشبه بداءتهم بالسلام .
( ويحرم بيعهم ) وإجارتهم ( ما يعملونه كنيسة أو تمثالا ) أي : صنما ( ونحوه ) كالذي يعملونه صليبا ; لأنه إعانة لهم على كفرهم . وقال تعالى { ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } ( و ) يحرم ( كل ما فيه تخصيص كعيدهم وتمييز لهم وهو من التشبه بهم , والتشبه بهم منهي عنه إجماعا ) للخبر ( وتجب عقوبة فاعله )) ا.هـ

كشف القناع عن متن الإقناع للعلامة البهوتي (3/131)

Tuesday, December 7, 2010

استخدام السبحة للذكر


قال الامام الحافظ السيوطي رحمه الله في الحاوي للفتاوي
المنحة في السبحةبسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله وسلام على عباده الذين ) اصطفى وبعد ( فقد طال السؤال عن السبحة هل لها أصل في السنة ؟ فجمعت فيها هذا الجزء متتبعاً فيه ما ورد فيها من الأحاديث والآثار . والله المستعان .أخرج ابن أبي شيبة ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، والحاكم وصححه عن ابن عمرو قال : ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلّم يعقد التسبيح بيده ) . وأخرج ابن أبي شيبة ، وأبو داود ، والترمذي ، والحاكم عن بسيرة وكانت من المهاجرات قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ( عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس ولا تغفلن فتنسين التوحيد واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات ومستنطقات ) .وأخرج الترمذي ، والحاكم ، والطبراني عن صفية قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلّم وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بهن فقال : ما هذا يا بنت حيي ؟ قلت : أسبح بهن ، قال : قد سبحت منذ قمت على رأسك أكثر من هذا ، قلت : علمني يا رسول الله قال : ( قولي سبحان الله عدد ما خلق من شيء ) صحيح أيضاً . وأخرج أبو داود ، والترمذي وحسنه ، والنسائي ، وابن ماجه ، وابن حبان ، والحاكم وصححه عن سعد بن أبي وقاص : ( أنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلّم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح فقال : أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا وأفضل ؟ قولي سبحان الله عدد ما خلق في السماء ، سبحان الله عدد ما خلق في الأرض ، سبحان الله عدد ما بين ذلك ، وسبحان الله عدد ما هو خالق ، الله أكبر مثل ذلك ، والحمد لله مثل ذلك ، ولا إله إلا الله مثل ذلك ، ولا قوة إلا بالله مثل ذلك ) .وفي جزء هلال الحفار ، ومعجم الصحابة للبغوي ، وتاريخ ابن عساكر من طريق معتمر بن سليمان عن أبي بن كعب عن جده بقية عن أبي صفية مولى النبي صلى الله عليه وسلّم أنه كان يوضع له نطع ويجاء بزنبيل فيه حصى فيسبح به إلى نصف النهار ثم يرفع فإذا صلى الأولى أتى به فيسبح به حتى يمسي . وأخرجه الإمام أحمد في الزهد ثنا عفان ثنا عبد الواحد بن زياد عن يونس بن عبيد عن أمه قالت : رأيت أبا صفية رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم وكان جارنا قالت : فكان يسبح بالحصى .وأخرج ابن سعد عن حكيم بن الديلي أن سعد بن أبي وقاص كان يسبح بالحصى ، وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن مولاة لسعد أن سعداً كان يسبح بالحصى ، أو النوى ،
قال ابن سعد في الطبقات : أنا عبيد الله بن موسى أنا إسرائيل عن جابر عن امرأة حدثته عن فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب أنها كانت تسبح بخيط معقود فيها .وأخرج عبد الله ابن الإمام أحمد في زوائد الزهد من طريق نعيم بن محرز بن أبي هريرة عن جده أبي هريرة أنه كان له خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح به ، وأخرج أحمد في الزهد ثنا مسكين بن نكير أنا ثابت بن عجلان عن القاسم بن عبد الرحمن قال : كان لأبي الدرداء نوى من نوى العجوة في كيس فكان إذا صلى الغداة أخرجهن واحدة واحدة يسبح بهن حتى ينفدن .وأخرج ابن سعد عن أبي هريرة أنه يسبح بالنوى المجزع ، وقال الديلي في مسند الفردوس : أنا عبدوس بن عبد الله أنا أبو عبد الله الحسين بن فتحويه الثقفي ثنا علي بن محمد بن نصرويه ثنا محمد بن هرون بن عيسى بن المنصور الهاشمي حدثني محمد بن علي بن حمزة العلوي حدثني عبد الصمد بن موسى حدثتني زينب بنت سليمان بن علي حدثتني أم الحسن بنت جعفر بن الحسن عن أبيها عن جدها عن علي مرفوعاً : ( نعم المذكر السبحة ) .وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد الخدري أنه كان يسبح بالحصى ، وأخرج من طريق أبي نضرة عن رجل من الطفاوة قال : نزلت على إبراهيم ومعه كيس فيه حصى أو نوى فيسبح به حتى ينفد ، وأخرج عن زاذان قال : أخذت من أم يعفور تسابيح لها فلما أتيت علياً قال : أردد على أم يعفور تسابيحها .ثم رأيت كتاب تحفة العباد ومصنف متأخر عاصر الجلال البلقيني فصلاً حسناً في السبحة قال فيه ما نصه : قال بعض العلماء : عقد التسبيح بالأنامل أفضل من السبحة لحديث ابن عمرو ، لكن يقال إن المسبح إن آمن من الغلط كان عقده بالأنامل أفضل وإلا فالسبحة أولى .وقد اتخذ السبحة سادات يشار إليهم ويؤخذ عنهم ويعتمد عليهم كأبي هريرة رضي الله عنه كان له خيط فيه ألفا عقدة فكان لا ينام حتى يسبح به ثنتي عشرة ألف تسبيحة قاله عكرمة ، وفي سنن أبي داود من حديث أبي نضرة الغفاري قال : حدثني شيخ من طفاوة قال : تثويت أبا هريرة بالمدينة فلم أر رجلاً أشد تشميراً ولا أقوم على ضيف منه قال : فبينما أنا عنده يوماً وهو على سرير له ومعه كيس فيه حصى أو نوى وأسفل منه جارية سوداء وهو يسبح بها حتى إذا أنفد ما في الكيس ألقاه إليها فأعادته في الكيس فدفعته إليه يسبح قوله تثويت أي تضيفته ونزلت في منزله والمثوى المنزل وقيل : كان أبو هريرة رضي الله عنه يسبح بالنوى المجزع يعني الذي حك بعضه حتى ابيض شيء منه وترك الباقي على لونه وكل ما فيه سواد وبياض فهو مجزع قاله أهل اللغة : وذكر الحافظ عبد الغني في الكمال في ترجمة أبي الدرداء عويمر رضي الله عنه أنه كان يسبح في اليوم مائه ألف تسبيحة ، وذكر أيضاً عن سلمة بن شبيب قال : كان خالد بن معدان يسبح في اليوم أربعين ألف تسبيحة
سوى ما يقرأ فلما وضع ليغسل جعل بأصبعه كذا يحركها يعني بالتسبيح ومن المعلوم المحقق أن المائة ألف بل والأربعين ألفاً وأقل من ذلك لا يحصر بالأنامل فقد صح بذلك وثبت أنهما كانا يعدان بآلة والله أعلم .وكان لأبي مسلم الخولاني رحمة الله عليه سبحة فقام ليلة والسبحة في يده قال : فاستدارت السبحة فالتفت على ذراعه وجعلت تسبح فالتفت أبو مسلم والسبحة تدور في ذراعه وهي تقول : سبحانك يا منبت النبات ويا دائم الثبات قال : هلمي يا أم مسلم فانظري إلى أعجب الأعاجيب قال : فجاءت أم مسلم والسبحة تدور وتسبح فلما جلست سكتت . ذكره أبو القاسم هبة الله بن الحسن الطبري في كتاب كرامات الأولياء .وقال الشيخ الإمام العارف عمر البزار : كانت سبحة الشيخ أبي الوفا كاكيش وبالعربي عبد الرحمن التي أعطاها لسيدي الشيخ محيي الدين عبد القادر الكيلاني قدس الله أرواحهم إذا وضعها على الأرض تدور وحدها حبة حبة ، وذكر القاضي أبو العباس أحمد بن خلكان في وفيات الأعيان أنه رؤي في يد أبي القاسم الجنيد بن محمد رحمه الله يوماً سبحة فقيل له : أنت مع شرفك تأخذ بيدك سبحة ؟ قال : طريق وصلت به إلى ربي لا أفارقه ، قال : وقد رويت في ذلك حديثاً مسلسلاً وهو ما أخبرني به شيخنا الإمام أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد الله من لفظه ورأيت في يده سبحة قال : أنا الإمام أبو العباس أحمد بن أبي المحاسن يوسف بن البانياسي بقراءتي عليه ورأيت في يده سبحة قال : أنا أبو المظفر يوسف بن محمد بن مسعود الترمذي ورأيت في يده سبحة .قال : قرأت على شيخنا أبي الثناء ورأيت في يده سبحة قال : [ أنا عبد الصمد بن أحمد ابن عبد القادر ورأيت في يده سبحة قال ] أنا أبو محمد يوسف بن أبي الفرج عبد الرحمن بن علي ورأيت في يده سبحة قال : أنا أبي ورأيت في يده سبحة قال : قرأت على أبي الفضل بن ناصر ورأيت في يده سبحة قال : قرأت على أبي محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي ورأيت في يده سبحة قلت له : سمعت أبا بكر محمد بن علي السلمي الحداد ورأيت في يده سبحة ؟ فقال : نعم قال : رأيت أبا نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المقري ورأيت في يده سبحة قال : رأيت أبا الحسن علي بن الحسن بن أبي القاسم المترفق الصوفي وفي يده سبحة قال : سمعت أبا الحسن المالكي يقول : وقد رأيت في يده سبحة فقلت له : يا أستاذ وأنت إلى الآن مع السبحة ؟ فقال :كذلك رأيت أستاذي الجنيد وفي يده سبحة فقلت له : يا أستاذ وأنت إلى الآن مع السبحة ؟ قال : كذلك رأيت أستاذي سري بن مغلس السقطي وفي يده سبحة فقلت : يا أستاذ أنت مع السبحة ؟ فقال : كذلك رأيت أستاذي معروف الكرخي وفي يده سبحة فسألته عما سألني عنه فقال : كذلك رأيت [ بشر الحافي وفي يده سبحة فسألته عما سألتني عنه فقال كذلك رأيت ] أستاذي عمر المالكي وفي يده سبحة فسألته عما سألتني عنه فقال : كذلك رأيت أستاذي الحسن البصري وفي يده سبحة فقلت : يا أستاذ مع عظم شأنك وحسن عبادتك وأنت إلى الآن مع السبحة ؟ فقاللي : شيء كنا استعملناه في البدايات ما كنا نتركه في النهايات ، أحب أن أذكر الله بقلبي وفي يدي ولساني ، فلو لم يكن في اتخاذ السبحة غير موافقة هؤلاء السادة والدخول في سلكهم والتماس بركتهم لصارت بهذا الاعتبار [ من أهم الأمور ] وآكدها فكيف بها وهي مذكرة بالله تعالى لأن الإنسان قل أن يراها إلا ويذكر الله وهذا من أعظم فوائدها وبذلك كان يسميها بعض السلف رحمه الله تعالى . ومن فوائدها أيضاً الاستعانة على دوام الذكر ، كلما رآها ذكر أنها آلة للذكر فقاده ذلك إلى الذكر ، فيا حبذا سبب موصل إلى دوام ذكر الله عز وجل ، وكان بعضهم يسميها حبل الوصل ، وبعضهم رابطة القلوب . وقد أخبرني من أثق بقوله : أنه كان مع قافلة في درب بيت المقدس فقام عليهم سرية عرب وجردوا القافلة جميعهم وجردوني معهم فلما أخذوا عمامتي سقطت مسبحة من رأسي فلما رأوها قالوا : هذا صاحب سبحة فردوا علي ما كان أخذ لي وانصرفت سالماً منهم . فانظر يا أخي إلى هذه الآلة المباركة الزاهرة وما جمع فيها من خيري الدنيا والآخرة ، ولم ينقل عن أحد من السلف ولا من الخلف المنع من جواز عد الذكر بالسبحة بل كان أكثرهم يعدونه بها ولا يرون ذلك مكروهاً ، وقد رؤي بعضهم يعد تسبيحاً فقيل له : أتعد على الله ؟ فقال : لا ولكن أعد له ، والمقصود أن أكثر الذكر المعدود الذي جاءت به السنة الشريفة لا ينحصر بالأنامل غالباً ولو أمكن حصره لكان الاشتغال بذلك يذهب الخشوع وهو المراد والله أعلم .وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن بكر بن خنيس عن رجل سماه قال : كان في يد أبي مسلم الخولاني سبحة يسبح بها قال : فقام والسبحة في يده فاستدارت السبحة فالتفت على ذراعه وجعلت تسبح فالتفت أبو مسلم والسبحة تدور في ذراعه وهي تقول : سبحانك يا منبت النبات ويا دائم الثبات فقال : هلم يا أم مسلم وانظري إلى أعجب الأعاجيب فجاءت أم مسلم والسبحة تدور تسبح فلما جلست سكنت . وقال عماد الدين المناوي في سبحة :
ومنظومة الشمل يخلو بها
اللبيب فتجمع من همته
إذا ذكر الله جل اسمه
عليها تفرق من هيبته
( الحاوي للفتاوي ج 2 ص 1-6)
رؤئ الامام احمد بن حجر الهيتمي تغمده الله برحمته:
وَسُئِلَ رضي اللَّهُ عنه هل لِلسُّبْحَةِ أَصْلٌ في السُّنَّةِ أو لَا فَأَجَابَ بِقَوْلِهِ نعم وقد أَلَّفَ في ذلك الْحَافِظُ السُّيُوطِيّ فَمِنْ ذلك ما صَحَّ عن ابْنِ عُمَرَ رضي اللَّهُ عنهما رَأَيْت النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم يَعْقِدُ التَّسْبِيحَ بيده وما صَحَّ عن صَفِيَّةَ رضي اللَّهُ عنها دخل عَلَيَّ رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وَبَيْنَ يَدَيَّ أَرْبَعَةُ آلَافِ نَوَاةٍ أُسَبِّحُ بِهِنَّ فقال ما هذا يا بِنْتَ حُيَيٍّ قُلْت أُسَبِّحُ بِهِنَّ قال قد سَبَّحْت مُنْذُ قُمْت على رَأْسِك أَكْثَرَ من هذا قُلْت عَلِّمْنِي يا رَسُولَ اللَّهِ قال قُولِي سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ ما خَلَقَ من شَيْءٍ وَأَخْرَجَ ابن أبي شَيْبَةَ وأبو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ عَلَيْكُنَّ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّقْدِيسِ وَلَا تَغْفُلْنَ فَتَنْسَيْنَ التَّوْحِيدَ وَاعْقِدْنَ بِالْأَنَامِلِ فَإِنَّهُنَّ مَسْئُولَاتٌ وَمُسْتَنْطَقَاتٌ وَجَاءَ التَّسْبِيحُ بِالْحَصَى وَالنَّوَى وَالْخَيْطِ الْمَعْقُودِ فيه عُقَدٌ عن جَمَاعَةٍ من الصَّحَابَةِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ وَأَخْرَجَ الدَّيْلَمِيُّ مَرْفُوعًا نِعْمَ الْمُذَكِّرُ السُّبْحَةُ وَعَنْ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ عَقْدُ التَّسْبِيحِ بِالْأَنَامِلِ أَفْضَلُ من السُّبْحَةِ لِحَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَفَصَّلَ بَعْضُهُمْ فقال إنْ أَمِنَ الْمُسَبِّحُ الْغَلَطَ كان عَقْدُهُ بِالْأَنَامِلِ أَفْضَلَ وَإِلَّا فَالسُّبْحَةُ أَفْضَلُ
الفتاوي الفقهية الكبري ج 1 ص )152)
وفي كتاب نيل الاوطار للشوكانيما نصه :
باب جواز عقد التسبيح باليد وعده بالنوى ونحوه

- عن بسيرة وكانت من المهاجرات قالت : ( قال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : عليكن بالتهليل والتسبيح والتقديس ولا تغفلن فتنسين الرحمة واعقدن بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات ) - رواه أحمد والترمذي وأبو داود
2 - وعن سعد ابن أبي وقاص : ( أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به فقال أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل سبحان الله عدد ما خلق في السماء وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض وسبحان الله عدد ما بين ذلك وسبحان الله عدد ما هو خالق والله أكبر مثل ذلك والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك ) - رواه أبو داود والترمذي
3 - وعن صفية قالت : ( دخل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بها فقال : لقد سبحت بهذا ألا أعلمك بأكثر مما سبحت به فقالت : علمني فقال : قولي سبحان الله عدد خلقه ) - رواه الترمذي

- أما الحديث الأول فأخرجه أيضا الحاكم وقال الترمذي : غريب لا نعرفه إلا من حديث هانئ بن عثمان وقد صحح السيوطي إسناد هذا الحديث وأما الحديث الثاني فأخرجه أيضا النسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه وحسنه الترمذي وأما الحديث الثالث فأخرجه أيضا الحاكم وصححه السيوطي ( والحديث الأول ) يدل على مشروعية عقد الأنامل بالتسبيح وقد أخرج أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي والحاكم وصححه عن ابن عمرو أنه قال : ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعقد التسبيح ) زاد في رواية لأبي داود وغيره ( بيمينه ) وقد علل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك في حديث الباب بأن الأنامل مسئولات مستنطقات يعني أنهن يشهدن بذلك فكان عقدهن بالتسبيح من هذه الحيثية أولى من السبحة والحصى ( والحديثان الآخران ) يدلان على جواز عد التسبيح بالنوى والحصى وكذا [ ص 359 ] بالسبحة لعدم الفارق لتقريره صلى الله عليه وآله وسلم للمرأتين على ذلك . وعدم إنكاره والإرشاد إلى ما هو أفضل لا ينافي الجواز وقد وردت بذلك آثار ففي جزء هلال الحفار من طريق معتمر بن سليمان عن أبي صفية مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يوضع له نطع ويجاء بزنبيل فيه حصى فيسبح به إلى نصف النهار ثم يرفع فإذا صلى أتى به فيسبح حتى يمسي وأخرجه الإمام أحمد في الزهد قال حدثنا عبد الواحد ابن زياد عن يونس بن عبيد عن أمه قالت : رأيت أبا صفية رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان خازنا قالت : فكان يسبح بالحصى . وأخرج ابن سعد عن حكيم بن الديلمي أن سعد بن أبي وقاص كان يسبح بالحصى وقال ابن سعد في الطبقات : أخبرنا عبد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن جابر عن امرأة خدمته عن فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب أنها كانت تسبح بخيط معقود فيها . وأخرج عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد الزهد عن أبي هريرة أنه كان له خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح . وأخرج أحمد في الزهد عن القاسم بن عبد الرحمن قال : كان لأبي الدرداء نوى من العجوة في كيس فكان إذا صلى الغداة أخرجها واحدة واحدة يسبح بهن حتى ينفذهن . وأخرج ابن سعد عن أبي هريرة أنه كان يسبح بالنوى المجموع . وأخرج الديلمي في مسند الفردوس من طريق زينب بنت سليمان بن علي عن أم الحسن بنت جعفر عن أبيها عن جدها عن علي رضي الله عنه مرفوعا نعم المذكر السبحة . وقد ساق السيوطي آثارا في الجزء الذي سماه المنحة في السبحة وهو من جملة كتابه المجموع في الفتاوى وقال في آخره : ولم ينقل عن أحد من السلف ولا من الخلف المنع من جواز عد الذكر بالسبحة بل كان أكثرهم يعدونه بها ولا يرون في ذلك مكروها انتهى
( نيل الاوطار ج2 ص 358)

Tuesday, November 23, 2010

هفوات الالباني

يتنطح الألباني فيحرم على المرأة أن تلبس الذهب المحلق [1] ويعني بذلك الخاتم والسوار والسلسلة من الذهب ويتبجح بتفاخره بهذا لأنه في نفسه يرى مقولة الوهابية: "هم رجال ونحن رجال"، كأنه ما سمع بحديث رسول الله عن الذهب: "وحلّ لإناثهم" [2]، ولم يسمع بالإجماع الذي نقله البيهقي وغيره [3].
وقد حرّم الألباني الوضوء بأكثر من مد وحرّم الاغتسال بأكثر من خمسة أمداد، لأنه من شدة تهوره قال إن هذا مأخوذ من حديث [4]: "كان –أي رسول الله- يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد"، ونسوق كلام شيخنا العلامة المحدث الهرري في الرد عليه ونص عبارته: "ومن أعجب شذوذات الألباني أنه حرم الوضوء بأكثر من مد أي مقدار [125] غرامًا أي ما يساوي ثلاثة أرباع كوب من الماء وعلى حساب وزن المد من الحب نحو [400] غرام، وحرّم الاغتسال بأكثر من صاع وهو أربعة أمداد، نشرت ذلك عنه مجلة التمدن الإسلامي في دمشق وحدثنا عنه بذلك بعض من شافهه، فكان ردّي في ذلك موجهًا إليه الخطاب: كنت تأخذ بمذهب الحنفي وتدعي أنك لا تخرج عنه إلا إلى قول قاله مجتهد ءاخر وها أنت قد خرجت إلى قول لم يقل به عالم قط فلم يرد جوابًا وانقطع. وكان استناده في تحريم ذلك حديث مسلم عن أنس: كان رسول الله يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع، وأين في الحديث تحريم الزيادة على المد في الوضوء على أن مسلمًا أورد أيضًا في نفس الباب رواية: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل بخمس مكاكيك ويتوضأ بمكوك"، والمكوك مقدار صاع ونصف يفهم ذلك من القاموس وغيره وإن فسره النووي بالمد ولا وجه لذلك.

وعلى مذهب الألباني يا ويل الذين يزيدون على ذلك لكونهم أصحاب الحرف الوسخة حيث لا يقتصرون لجميع وضوئهم على المد فهم ءاثمون ضالون على قوله، ففيما ذهب إليه تضييق لدين الله الواسع وحرج عظيم والله تعالى يقول: {وما جعلَ عليكم في الدينِ من حرجٍ} [سورة الحج/78].

وكذلك يكفي في الرد عليه حديث ابن حبان [5] عن ابن عباس قال: حدثتني خالتي ميمونة قالت: أدنيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم غسلَه من الجنابة قالت: فغسل كفيه مرتين أو ثلاثًا ثم أدخل كفه اليمنى في الإناء فأفرغ بها على فرجه فغسله بشماله ثم ضرب بشماله الأرض فدلكها دلكًا شديدًا، ثم توضأ وضوءه للصلاة، ثم أفرغ على رأسه ثلاث حفنات مِلء كفيه ثم تنحى غير مقامه ذلك فغسل رجليه ثم أتيته بالمنديل فردّه"، فإذا كان أفرغ على رأسه ثلاث حفنات ملء كفيه هذا لرأسه فقط فماذا يكون جملة ما أخذه لبدنه؟

وذكر الإمام المجتهد ابن المنذر في كتاب "الأوسط" [6] ما نصه: "وقد أجمع أهل العلم على أن المدّ من الماء في الوضوء والصاع في الاغتسال غير لازم للناس. وكان الشافعي يقول: "وقد يُرفق بالماء القليل فيكفي ويُخرق بالكثير فلا يكفي"، وصدق الشافعي هذا النص قال: موجود من أفعال الناس". انتهى كلام شيخنا الهرري.

وفعل الألباني يشهد عليه بكذبه حيث كان يغترف من برك بعض المساجد في دمشق كما يغترف غيره للوضوء فقد شوهد وهو يغترف من البركة على حسب العادة المعروفة في دمشق وذلك القدر لا يقل عن عشرة أمداد، فمن هنا يصح أن يقال إنه كالمثل القائل: "خالف تُعرف".

فعلى قول الألباني كل مسلم يتوضأ اليوم فهو عاص بوضوئهِ، فمن منكم أيها المسلمون يتوضأ بمقدار المد من الماء فانظروا فقد جعلكم هذا البدعيّ عصاة بوضوئكم، ودين الله يسر واسع ليس حرجًا قال الله تعالى: {وما جعلَ عليكُم في الدينِ من حرجٍ} [سورة الحج/78]،
فهذا الرجل جعل دين الله حرجًا بإيجابه الاقتصار على المدّ من الماء لكل وضوء،
انظروا إلى ما يؤدي إليه كلام هذا الرجل.


الهوامش:

[1] كما في كتابه "ءاداب الزفاف" [ص/132].
[2] أي إناث الأمة، رواه الترمذي: كتاب اللباس: باب ما جاء في الحرير والذهب.
[3] السنن الكبرى [4/142]، المجموع للنووي [4/442]، فتح الباري [10/317].
[4] أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الحيض: باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة.
[5] أنظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان [2/251].
[6] الأوسط [1/361]

Saturday, November 20, 2010

الحب في الله


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
_من أراد الله به خيرا رزقه خليلا صالحا .إن نسي ذكره وان ذكر أعانه
_ما أعطي عبد بعد الاسلام خيرا من اخ صالح
_ما التقى مؤمنان قط الا أفاد الله أحدهما من صاحبه
_اذا التقى مؤمنان فابتسم أحدهما الى الاخر تتساقط عنهم الخطايا كما تتساقط أوراق الشجر في الشتاء
_مثل الأخوين اذا التقيا كمثل اليدين تغسل أحدهما الاخرى (القصد تنغسل الذنوب عنهما مثلما تغسل اليدين كل واحدة الاخرى)
_ايها الناس لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا.ولن تؤمنوا حتى تحابوا
_ثلاثة من كن فيه ذاق حلاوة الايمان
من كان الله ورسوله أحب اليه من سواه.....وأن يحب أحدا لا يحبه الا لله......وأن يكره العودة الى الكفر مثلما يكره الورود في النار
_ما تحاب اثنان في الله الا كان أحبهما الى الله أشدهما حبا لصاحبه
_ينصب حول العرش يوم القيامة منابر من نور عليها قوم لباسهم من نور ووجوههم نور
ليسوا بأنبياء ولا شهداء....يغبطهم الانبياء والشهداء...هم المتحابون في الله على غير انساب بينهم ولا أموال يتعاطونها
_ما زار رجل أخ له في الله الا أرسل الله له ملك من خلفه يقول له طبت وطاب ممشاك وطابت لك الجنة
_يقول الله تعالى في حديثه القدسي:
وجبت محبتي للمتحابين في
وجبت محبتي للمتجالسين في
وجبت محبتي للمتزاورين في
وجبت محبتي للمتناصرين في
فما اجمل أن نكون ممن يمن الله عليهم بمحبته
اللهم اجعلنا ممن تحب وارضى عنا وعن المسلمين جميعا يا رب العالمين

يا دنيا اعذريني

قال الرسول صَلى الله عليه وسلم:

"إنّ الشّيْطَانَ قَعَدَ لابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ
الإسْلاَمِ فَقَالَ:
تُسْلِمُ وَتَذَرُ دِينَكَ وَدِينَ آبَائِكَ وَآبَاءِ أَبِيكَ فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ ثُمّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ فَقَالَ: تُهَاجِرُ

وَتَدَعُ أَرْضَكَ وَسَمَاءَكَ
وَإنّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِر كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطّوَلِ [الحبل]؟ فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ، ثُمّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ

فَقَالَ
: تُجَاهِدُ؟
فَهُوَ جَهْدُ النّفْسِ وَالْمَالِ فَتُقْتَلُ؛ فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ وَيُقْسَمُ الْمَالُ؟
فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ".

قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم:
"فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ حَقّا عَلَى اللّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنّةَ
وَإنْ غَرِقَ كَانَ حَقّا عَلَى اللّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنّةَ، أَوْ وَقَصَتْهُ دَابّتُهُ كَانَ حَقّا عَلَى اللّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنّةَ".

ياااااا دنيا أعذريني الجنه تناديني ""

لم لا اجابة للدعاء؟


جاء اهل البصرة الي ابراهيم بن ادهم فقالو له : يا إبراهيم.. إن الله تعالى يقول فيكتابه: {ادعوني أستجب لكم} (غافر: 60ونحن ندعو الله منذ وقت طويل فلا يستجيب لنا؟! فقال لهم إبراهيم بن أدهم: يا أهل البصرة، ماتت قلوبكم في عشرة أشياء:
أولها: عرفتم الله، ولم تؤدوا حقه
.الثاني: قرأتم كتاب الله، ولم تعملوا به
.الثالث: ادعيتم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتركتم سنته.
الرابع: ادعيتم عداوة الشيطان، ووافقتموه .
الخامس: قلتم : نحب الجنة، ولم تعملوا لها .
السادس: قلتم : نخاف النار، ورهنتم أنفسكم بها
السابع: قلتم: إن الموت حق، ولم تستعدوا له .
الثامن: اشتغلتم بعيوب إخوانكم، ونبذتم عيوبكم.
التاسع: أكلتم نعمة ربكم، ولم تشكروها .
العاشر: دفنتم موتاكم، ولم تعتبروا بها

Sunday, November 14, 2010

شكل الارض

شكل الأرض



آيات الإعجاز:

قال الله عز وجل: {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا} [الأعراف: 54].
وقال تعالى: {وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 40].
وقال سبحانه: {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} [الشعراء: 28].
وقال تعالى أيضاً: {فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} [المعارج: 40].
وقال جل جلاله: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} [النور: 44].
وقال تعالى أيضاً: {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ} [الزمر: 5].

التفسير اللغوي:
قال ابن منظور في لسان العرب:
في مادة كوّر: [والتكوير معناه لفُّ شيءٍ على آخر في اتجاه مستدير].

فهم المفسرين:
لقد قرر القرآن الكريم أن الأرض كروية في أكثر من موضع وأعطانا أكثر من دليل، وقد نقل الإمام القرطبي رحمه الله تعالى عن الضحاك في معنى التكوير: [أي يلقي هذا وهذا على هذا، قال وهذا على معنى التكوير في اللغة وهو طرح الشيء بعضه على بعض]، وقال الفخر الرازي رحمه الله تعالى في تفسيره: [ثبت بالدلائل أن الأرض كرة، فكيف يمكن المكابرة فيه؟!]، كما قال ابن حزم رحمه الله تعالى: [إن أحداً من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة بالعلم رضي الله تعالى عنهم لم ينكروا تكوير الأرض ولا يحفظ لأحد منهم في دفعه كلمة]، وقد قرر ذلك أيضاً .. [الإمام الألوسي وابن القيم وابن تيمية رحمهم الله].


مقدمة تاريخية:

لقد قال الأقدمون بكروية الأرض، وعلى رأسهم علماء اليونان كـ "إيراتوستين" (276 ق.م.) و"أرسطو" (384 ق.م.) و"فيتاغورس" (569 ق.م.) فقد تمكن "إيراتوستين" من قياس تقريبي لمحيط الأرض الكروي واعتقد نتيجة ذلك بأن هناك أرضاً مسكونة تقابل أرضه، وقد وصف العلماء المسلمون الأرض بأنها كروية كما جاء في كتاب "المقدسي" (375 هـ) (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم) قوله: (فأما الأرض فإنها كالكرة موضوعة في جوف الفلك، كالمحّة في جوف البيضة).

وقال قبله مثل ذلك أيضاً ابن خرداذية (232 هـ) في كتابه (المسالك والممالك)، وقال بذلك الاصطخري والبيروني والإدريسي والحَمْوي وغيرهم كثير.

أما في أوروبا فلم يعتقد الأوروبيون بفكرة كروية الأرض، وكانوا يرون بأن نهاية البحر الذي يلي القارة الأوروبية هو نهاية لامتداد الأرض، إلا أن بعضاً من علماءهم وبعد اطلاعهم على علوم السابقين من المسلمين وغيرهم، رجحت عندهم فكرة كروية الأرض، وتكرس هذا الاعتقاد بعد قيام "كولومبوس" (1451 م) برحلته وقيام "ماجلان" (1480 م) بدورته حول الأرض وكان ذلك بين عام (1518 و 1522 م).

ثم جاء الفيزيائي "اسحق نيوتن" ليقول بأن الأرض شبه كروية، وأثبت ذلك حسابياً.

ثم جاء القرن العشرون واستطاعت ثورة علم الفلك والمركبات الفضائية في منتصف هذا القرن من الإجابة عن معظم التساؤلات حول كروية الأرض وموقعها في هذا الكون، وأصبح معلوماً أن الأرض شبه كروية تدور حول نفسها ونتيجة ذلك يحصل تتابع الليل والنهار على وجه الأرض.

وجه الإعجاز:
وجه الإعجاز في الآيات القرآنية الكريمة هو دلالة الألفاظ: [(ولا الليل سابق النهار)، (المشارق والمغارب)، (يقلب)، (يكوّر)، (دحاها)] لشكل الأرض الشبه الكروي المفلطح، وهو ما كشفت عنه المشاهدة العينية لكروية الأرض من الفضاء الخارجي.

نشأت الوهابية في الهند


نشأتهم في الهند : فإن الوهابية نشأت فيها بما كتب إسماعيل الدهلوي باسم " تقوية الإيمان " أخذاً وناقلاً عن كتاب التوحيد الصغير الذي أرسله المؤلف إلى علماء مكة , وقد قارن العلامة فضل الرسول في كتابه " سيف الجبار بين كلمات تقوية الإيمان , والرسالة المذكورة " , أثبت بها أن تقوية الإيمان كأنها نفس كتاب التوحيد الصغير في الهند فنصرح النظر أولاً إلى الأكابر الذين ناظروا أو عاصروا الشاه إسماعيل الدهلوي , وردوا على عقائده , ثم نذكر تلاميذه ومن بعدهم من العلماء الذين واجهوا الوهابية , وما بعدها من الفرق الحديثة , وقاموا بنشر السنة , وخفض البدعة بالتدريس والإفتاء , والتصنيف والمناظرة , والوعظ والإرشاد , وأقسمهم إلى طبقات :
1- الطبقة الأولى : الذين ناظروا إسماعيل الدهلوي أو عاصروه وردوا على بدعاته .
2- الطبقة الثانية : الذين نهضوا بعد موته وردوا على أتباعه وعلى الفرقة الحديثة القائلة بستة خواتم في طبقات الأرض الستة .

4 - الطبقة الثالثة : الذين عاصروا نشأة القاديانية , والجكرالوية , والنيشرية , والندوية , والديوبندية.
4- الطبقة الرابعة : الذين واجهوا أتباع مخترعي الفرق المذكورة , وعاصروا كبراء الديوبندية مع نشأتها أو بعدها بقليل .
5- الطبقة الخامسة : تلاميذ الطبقة الرابعة الذين عاصروا الأتباع , وشهدوا نشأة التبليغية والمودودية من فروع الديوبندية والوهابية .
الطبقة الأولى
1- الشيخ رشيد الدين خان الدهلوي نحو 1183 هـ / 1243 هـ :
ولد ونشأ بدهلي , وقرأ بعض الكتب الدرسية على المفتي علي كبير البنارسي , وأكثرها على العلامة رفيع الدين بن ولي الله العمري الدهلوي , واستفاد من الشيخ عبد القادر , وصنوه الشيخ عبد العزيز , ولازم الثلاثة مدة طويلة حتى صار علماً مفرداً في العلم معقولاً ومنقولاً , وانتهت إليه رئاسة التدريس بمدينة دهلي , قام بالذبّ عن حمى السنة والجماعة والنكاية في أهل البدع وخاصة في الرافضة , وناظر إسماعيل الدهلوي لما كتب " تقوية الإيمان " , ونشر في الهند أول مرة نحلة الوهابية.
2- الشيخ مخصوص الله بن الشيخ رفيع الدين العمري الدهلوي 1271 هـ :
له : معيد الإيمان في الرد على تقوية الإيمان .
3- الشيخ محمد موسى بن الشيخ رفيع الدين الدهلوي :
له : فتوى ورسائل في الرد على إسماعيل الدهلوي .
4- الشيخ محمد شريف الدهلوي .
5- الشيخ المفتي شجاع الدين علي خان .
6- العلامة فضل حق الخير أبادي 1212 هـ / 1278 هـ .
الشيخ الإمام العلامة فضل حق بن فضل إمام بن محمد أرشد العمري الخير أبادي :
لم يكن له نظير في زمانه في الفنون الحكمية والعلوم العربية , درس العلوم المتداولة على أبيه , وأخذ الحديث عن الشيخ عبد القادر والشيخ عبد العزيز ابني ولي الله الدهلوي , وحفظ القرآن في أربعة أشهر , وتخرج وهو ابن ثلاث عشرة سنة , فاق أهل زمانه في الخلاف والجدل , والميزان والحكمة , واللغة , وقرض الشعر وغيرها , أمَّه الطلبة من بلاد بعيدة فدرّس , وألَّف وأفاد وأجاد , ساهم في الثورة على الدولة الانكليزية سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف , المصادفة سنة 1857 م فحبسته الحكومة بعد هدوء الثورة , ونفته إلى جزيرة من جزائر " السيلان " حتى توفي هناك .
له كتب جليلة في العلوم الحكمية وغيرها , وهو أول من كتب في الرد على تقوية الإيمان " تحقيق الفتوى في إبطال الطغوى " سنة 1240 هـ [18].
هؤلاء الستة المذكورين ذكرهم العلامة فضل رسول البدايواني في كتابه " سيف الجبار " بتصريح أسمائهم في الذين ناقشوا أول مرة إسماعيل الدهلوي بجامع دهلي ولذا قدمت أسماءهم .
الشيخ عبد الغفور السّواتي 1184 هـ / 1295 هـ :
وهو إمام المجاهدين وشيخ الإسلام ببشاور ( من باكستان حالياً ) حارب الانكليز محاربات عنيفة , وساعد السيد أحمد الراي بريلوي والمولوي إسماعيل الدهلوي حيث بلغا بشاور وقاتلا السيخ , لكن لما أعلنا عقائدهما الشنيعة خالفهما جهاراً , وأمر تلاميذه بالرد عليهما , فكتب الشيخ محي الدين النوشهروي , والشيخ نصير أحمد وغيرهما كتباً في الرد على الوهابية , والذبّ عن حوزة الدين , قضى حياته في نشر الدين , ورفع الحق , ودحض البدع والمنكرات , وله مآثر جليلة في محاربات الانكليز , وإلهاب العواطف الدينية في المسلمين لا تزال بركاتها بمقاطعة سرحد من الباكستان .
الشيخ جمال الدين بن علاء الدين بن أنوار الحق الأنصاري الفرنجي محلي 1276 هـ :
ولد ونشأ بلكناو , وقرأ على عمه الشيخ نور الحق , ثم رحل إلى " مدراس " وولي التدريس في
" المدرسة الوالاجاهية " مقام والده ونال منـزلة أبيه , وتوفي هناك في الثامن من ربيع الآخر سنة ست وسبعين ومائتين وألف ودفن بها .
كان شديد الرد على الوهابية لإساءتهم الأدب إلى حضرات الأنبياء والأولياء , ناظر المولوي محمد علي خليفة سيد أحمد الراي بريلوي على عبارات " تقوية الإيمان " وأصدر عليه فتوى أصبحت سبب إخراج الخليفة المذكور من بلاد مدراس إلى كلكتا , ذكر عبد الحي الكنوي الندوي المنابذ لتقليد الأئمة والمعتنق تقليد إسماعيل ونذير حسين الدهلويين في كتابه نزهة الخواطر الشيخ جمال , ولكن سبه سبّات عديدة كما هو دأبه في العلماء الذين كافحوا فتنة الوهابية وجاهروا بالرد عليها .
العلامة المفتي شرف الدين الرامبوري 1268 هـ :
أصله من بنجاب , قدم رامبور فأخذ العلم ثم اشتغل هذا بالتدريس والإفتاء , تخرج عليه خلق كبير من العلماء , وانتهت إليه رئاسة التدريس بمدينة " رامبور " تلمذ عليه الشيخ أبو سعيد بن صفي الدين الدهلوي , والشيخ أحمد سعيد بن أبي سعيد المذكور , والشيخ محمد علي الرامبوري , والشيخ محمد حسن بن أبي الحسن البريلوي , والشيخ عبد القادر بن محمد أكرم وجمع كثير , وله سراج الميزان , في المنطق وشرح السلّم إلى مقام , لا يحد ولا يتصور , والفتاوى الفقهية ورسائل كثيرة .
نصر السنة وأهلها وذم البدع وأهلها ورد على الفرقة الوهابية الحادثة في عصره , ولذا سبّه صديق حسن القنوجي في " أبجد العلوم " ثم عبد الحي الطبيب اللكنوي في " نزهة الخواطر " بأنه كان شراً في الدين لا شرف الدين .
وهذان ممن نابذا تقليد الأئمة , واعتنقا تقليد إسماعيل الدهلوي والشوكاني ونحوهما , والتزما الغضّ من كل من خالفهما عقيدة مع الاعتراف ببعض العلم والفضل .
قدوة العارفين الشيخ غلام محي الدين القصوري الصديقي بن الشيخ غلام مصطفى بن الشيخ غلام مرتضى 1202 هـ / 1270 هـ :
أحد أعلام العلماء والعرفاء الكملاء في باكستان , توفي أبوه في صباه فرباه عمه الشيخ محمد , ومنه أخذ العلوم المتداولة من المعقول والمنقول ثم سافر إلى دهلي , وأخذ الحديث عن الشيخ عبد العزيز المحدث الدهلوي ونال الشهادة والإجازة منه , وأخذ الطريقة عن عمه , ثم أخذ بعد وفاته عن الشيخ غلام علي الدهلوي ورزق منه القبول , والخلافة والإجازة .

ثم عاد إلى موطنه " قصور " من بنجاب واشتغل بالتدريس والإفادة , والإرشاد والإفاضة , وانتفع به خلق كثير , ونال الخلافة منه عدد من الكاملين كابنه الشيخ عبد الرسول القصوري , وتلميذه وختنه الشيخ غلام دستكير القصوري , والشيخ غلام مرتضى من أهل موضع " بيربل " والشيخ غلام نبي , وله مقدرة فائقة في الشعر , قرض الشعر في العربية , والفارسية , والبنجابية , والأردية .
وله ديوان شعر ومصنفات في العقيدة والفقه وغيرهما نثراً ونظماً , منها خلاصة التقرير في مذمة المزامير والرسالة النظامية , هي منظومة في التوحيد , ورسالة في الرد على الوهابية , توفي في 22 ذي القعدة سنة 1270 هـ المصادف 17 أغسطس سنة 1854 م .
الشيخ كريم الله بن لطف الله الدهلوي العمري 1201 هـ / 1291 هـ :
هو من العلماء المبرزين في التدريس والإفتاء , أخذ العلوم من أعلام دهلي الشيخ كاظم , والشيخ رشيد الدين , والشيخ الكبير عبد العزيز المحدث ثم سافر إلى " مارهرة " وأخذ الطريقة عن السيد آل أحمد المارهروي , ثم رجع إلى دهلي وتصدر للتدريس فأخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ , من تصانيفه " هادي المضلين " في الرد على الوهابيين , توفي في الرابع من شوال وله تسعون سنة .
الشيخ الكبير محمد أحسن بن محمد صادق بن محمد أشرف الخوشابي البشاوري المعروف بـ
" حافظ دراز " لطول قامته 1202 هـ / 1263 هـ :
كان من أسرة دينية علمية ومن المبرزين في الوعظ والإرشاد , والتدريس والتصنيف , كانت أمه ذات تبحر في العلوم فقرأ عليها أكثر الكتب الدرسية , وبرع في التفسير والحديث والفقه والعلوم العقلية , وأخذ عنه خلق كثير , وأمَّ مجلس درسه الطلاب من بشاور , وكابل , وقندهار , وغزني , وهرات , وسمرقند , وبخارى , ينتمي إليه أغلب علماء " سرحد " من باكستان أخذاً وتلمذاً .
لما بلغ إسماعيل الدهلوي مع شيخه بشاور وأعلن بعقيدته الوهابية خالفه علماء بشاور وفي مقدمتهم حافظ دراز , كان جريئاً في إعلاء الحق , لا يخاف لومة لائم ، من مشاهير تلاميذه الشيخ شمس الدين السيالوي , والشيخ غلام نبي , والشيخ نصير أحمد , له منح الباري شرح صحيح البخاري بالفارسية يزدان بتحقيق الرجال وحلّ اللغات , وتأييد مذهب أهل السنة بالأدلة , وتبيين المذهب الحنفي بالدلائل مع رسوخ وإتقان , وإفهام وإيضاح نسخته الخطية محفوظة بجامعة بشاور , وانتشر الجزء الأول بعد الطبع , وله حاشية على شرح السلّم للقاضي مبارك طبعت مرات .

وتفسير سورة يوسف , ورسائل في ذكر المعراج , والوفاة , وأجوبة عن أسئلة سلطان بخارى محفوظة بدار الكتب من الكلية الإسلامية بلاهور .
(( كما ذكر الشيخ عبد الحكيم شرف القادري في كتابه " تذكرة أكابر أهل السنة بباكستان " , ذكرت أسماء المذكورين بقدر يسير من التراجم لأنهم الطليعة الأولى في العصور الأخيرة التي واجهت الفتن الجديدة التي أولدتها أعداء الإسلام من اليهود والنصارى , واستخدمت لها من وثقت بهم من المنتمين إلى الإسلام , وتفرست فيهم العمل لإنجاز مرامها من التفريق بين المسلمين , وإضعاف قوة الإيمان وعاطفة الجهاد فيهم لتحتكم دولتها , وتأمن الثورة والخروج من صفوف المؤمنين , فهؤلاء العلماء وجب عليهم صون المسلمين عن فساد الاعتقاد وتحذيرهم من مكائد النصارى واليهود , وتحريضهم على الجهاد فقاموا بمسؤولياتهم , وبذلوا جهودهم الحثيثة في سبيل رفع الحق , ودحض الباطل , فجزاءهم الله تعالى عن المسلمين جميعاً )) .
الطبقة الثانية
الشيخ عبد اللطيف الدهلوي ثم السَّتّهني 1207 هـ / 1340 هـ :
هو ابن آخر السلاطين المغولية " بهادرشاه ظفر " , اختفى بعدما قتلت الانكليز إخوته , واعتقلت أباه وذهبت الدولة المغولية , ثم اختار الفقر والسلوك وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد بلال , والشيخ عبد الكريم من خلفاء الشيخ سليمان التونسوي , ورزق العرفان بفضل تربيتهما , كان ذا علم وفضل , وزهد وورع , شديد الالتزام بإدراك الجماعة حتى لم تفته التكبيرة الأولى مدة مائة سنة .
قويّ الحب بالرسول الكريم ومجالس مولده العظيم , تشرف بالحج والزيارة ثلاثاً وثلاثين مرة , وقام بجولات مصر , واستانبول , وبيت المقدس , وسوريا , وبغداد , والروم , وقضى فيها أربع سنوات كاملة , يعتصم بالسنة , ويجتنب عن البدعة وأهلها ويرد عليهم خاصة على الفرقة الجديدة الوهابية والمتولدة منها " الديوبندية " , أخذ البيعة عنه آلاف من المسلمين , ومن خلفائه الشيخ عبيد الله الكانبوري , والشيخ قادر بخش السهسرامي , سكن بموضع " سَتَّهن " من لواء سلطان فور بشمال الهند , ومات ودفن هناك سنة 1340 هـ وعمره مائة وثلاث وثلاثون سنة .
الشيخ العلامة المفتي إرشاد حسين العمري الرامبوري 1248 هـ / 1311 هـ :
له انتصار الحق في الرد على معيار الحق لنذير حسين الدهلوي منكر التقليد , ومجموعة فتاوى , ورسائل تخرج عليه وانتفع به أعلام كبار كالشيخ ديدار علي الألوري , والشيخ سلامة الله , والشيخ ظهور الحسين , والشيخ عبد الغفار خان , والشيخ عناية الله خان أكابر علماء رامبور , وشبلي النعماني من أعظم جره .
الشيخ العلامة عبد الحليم بن أمين الله اللكنوي الفرنجي محلي 1239 هـ / 1285 هـ :
له تصانيف جليلة في العلوم العقلية والدينية منها : نور الإيمان في آثار حبيب الرحمن , وقمر الأقمار على نور الأنوار في أصول الفقه , وتعليقات على الهداية , والقول الأسلم لحل شرح السلّم للملا حسن , توفي بحيدر أباد الركن ودفن بها .
الشيخ عبد الفتاح بن الشيخ السيد عبد الله الكلشن أبادي 1234 هـ / 1295 هـ .
الشيخ السيد عبد الله بن آل أحمد الحسيني الواسطي الباكرامي 1248 هـ / 1305 هـ :
فاضل جليل من تلاميذ العلامة فضل حق الخير أبادي , والشيخ سلامة الله البدايوني الكانبوري , له مصنفات نافعة في الصرف والنحو والحكمة والفقه , وقصائد عربية وفارسية وأردية ورسائل في الرد على الوهابية .
المفتي غلام سرور القادري ابن المفتي غلام محمد القرشي الهاشمي اللاهوري 1244 هـ / 1307 هـ :
له كتب جليلة في التاريخ والسير منها : 1- كنجينة سروري يحتوي على تواريخ المواليد والوفيات للمشاهير من عصر الرسالة إلى العصور الأخيرة . 2- تاريخ مخزن بنجاب . 3- حديقة الأولياء .
4- خزينة الأصفياء في مجلدات . 5- جامع اللغات وغيرها نحو عشرين كتاباً نافعاً .
الشيخ مخلص الرحمن بن السيد غلام علي الجاتكامي[19] 1229 هـ / 1302 هـ :
له شرح الصدور في دفع الشرور , وهو رَدُّ رصين متين على " تقوية الإيمان " لإسماعيل الدهلوي .
الشيخ نصير أحمد بن الشيخ غلام محمد البشاوري 1228 هـ / 1308 هـ :
من أجلة علماء سرحد من باكستان , أخذ العلوم من علماء سرحد , ثم من العلامة محمد أحسن حافظ دراز , وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد الغفور صاحب سوات , له تصانيف جيدة منها :
إحقاق الحق في الرد على تقوية الإيمان .
العلامة نقي علي بن المفتي رضا علي البريلوي 1246 هـ / 1297 هـ :
ولد أول رجب ببريلي ونشأ بها , أخذ العلوم عن أبيه الجامع بين الشريعة والطريقة , وتخرج عليه , كان له ذهن ثاقب , ورأي صائب , يجمع بين عقل المعاش والمعاد , ويزدان بالسخاء , والتواضع , والاستغناء , بذل عمره في إشاعة السنة ومقاومة البدعة , من جلائل أعماله إفحام المبتدعة الحديثة , وإسكات الفرفة المدعية ستة أمثال لخاتم النبيين في ست طبقات الأرض , توفي آخر ذي القعدة , من تصانيفه الكلام الأوضح , وسيلة النجاة في سيرة سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأكرم التسليم , سرور القلوب بذكر المحبوب , خلاصة وسيلة النجاة , جواهر البيان في أسرار الأركان أي الصلاة والصيام والزكاة والحج , أصول الرشاد لقمع مباني الفساد في إبطال البدعة النجدية , هداية البرية إلى الشريعة الأحمدية في الرد على عشرة فرق من أهل الفتن , إذاقة الآثام لمانعي عمل المولد والقيام , إزالة الأوهام في الرد على أوهام النجدية , تزكية الإيقان في الرد على " تقوية الإيمان " فضل العلم والعلماء الكواكب الزهراء في فضائل العلم وآداب العلماء , وسواها نحو خمسة وعشرين كتاباً مذكوراً في تاريخ علماء الهند , وتقديمات جواهر البيان , وسرور القلوب , والكلام الأوضح بقلم نجله الإمام أحمد رضا خان القادري رحمهما الله تعالى .

الطبقة الثالثة
الشيخ السيد أبو الحسين أحمد النوري بن السيد ظهور حسن المارهروي 1255 هـ / 1324 هـ.
الشيخ المجدد العلامة أحمد رضا بن الشيخ نقي علي البريلوي 1272 هـ / 1340 هـ :
سيأتي ذكره بالتفصيل إنشاء الله تعالى .
الشيخ أصغر علي روحي بن الشيخ القاضي شمس الدين 1284 هـ / 1373 هـ :
ولد وتوفي بموطنه بلدة " كتهالة " من مديرية " كجرات " بباكستان , وتلمذ على الشيخ فيض الحسن السهارنفوري ( م 1304 هـ ) , تلميذ العلامة فضل حق الخير أبادي , والشيخ أحمد سعيد العمري , انتهت إليه رئاسة العلوم الأدبية في عصره , عارض المتنبي القادياني بقصيدته العاجلة الغراء المطبوعة في جريدة " بَيْسَة " لاهور لما أنشأ القادياني قصيدته مليئة بالأخطاء الأدبية وسمّاها " القصيدة الإعجازية " , وللشيخ قصائد في العربية والفارسية والأردية , وكُتب في علوم الأدب وغيرها منها دبيرعجم في البلاغة , وسيطرة الإسلام على النصارى اللئام , وله تقريظات على " أنوار أفثاب صداقت " للقاضي فضل أحمد في الرد على الوهابية , وعلى نصر المقلدين المذكور وعلى غيرهما .
الشيخ أنوار الله بن شجاع الدين الحيدر أبادي المعروف بفضيلت جنك 1264 هـ / 1336 هـ :
من تلاميذ العلامة عبد الحليم الفرنجي محلي وابنه الشيخ عبد الحي , له إفادة الإفهام في مجلدين في الرد على القادياني , وحقيقة الفقه , وأنوار أحمدي في مولد النبي r رد فيها على قاسم الناتوتوي الذي جوز أن يأتي نبي جديد بعد رسولنا خاتم النبيين , ومقاصد الإسلام , في أحد عشر جزء , شرح فيها الإسلام , ورد على الأفكار المصادمة للإسلام قديماً وحديثاً , وله مآثر ومناقب جمة .
الشيخ الطبيب الشريف بركات أحمد بن الشيخ السيد دائم علي البهاري الطوكي
1280 هـ / 1347 هـ :
من تلاميذ العلامة عبد الحق ( 1244 هـ / 1316 هـ ) ابن العلامة فضل حق الخير أبادي , له كتب في الرد على الوهابية , مثل صدقة جارية في ردّ آرية , والصمصام القاضب على المفتري الكاذب في امتناع كذبه تعالى , ورسائل في علم الأنبياء , وامتناع نظير خاتم النبيين , وله تلاميذ أجلة في أنحاء الهند وخارجها .
الشيخ السيد جماعت علي بن السيد كريم شاه المحدث السيالكوتي 1257 هـ / 1370 هـ :
وله 113 عاماً , مولده ومدفنه بموضع " علي بورسيّدان " من مديرية " سيالكوث " بنجاب , له خدمات بارزة في صيانة المسلمين عن شرور النصارى والهندوس والقاديانية والوهابية , أسلم على يده الآلاف من النصارى والهندوس .
له كتب في التصوف والفضائل , وهو من تلاميذ العلامة أحمد حسن الكانبوري والشيخ فيض الحسن السهارنفوري والشيخ غلام قادر البهيروي .
الشيخ العلامة غلام قادر بن الشيخ غلام حيدر الهاشمي البهيروي 1265 هـ / 1327 هـ :
ولد بموضع " بهيرة " من لواء " سركودها " بنجاب , تلَّمذ على المفتي صدر الدين الدهلوي , وأخذ الطريقة عن الشيخ شمس الدين السيالوي , تلمذ عليه غالب أعلام بنجاب , ومن مصنفاته : الشوارق الصمدية تلخيص البوارق المحمدية للعلامة البدايوني بالأردية , شمس الضحى في مدح خير الورى , النور الرباني في مدح المحبوب السبحاني , ووضع نهجاً للتعليم الديني بالكليات الانكليزية باسم
( إسلام كي كَيارة كتابين ) أي أحد عشر كتاباً في الإسلام .
كان شديد الاعتصام بمذهب السنة والجماعة , قويّ الرد على البدع وأهلها , قام بالرد على النصارى والقاديانية والنيشرية والرافضة والوهابية والديوبندية , وهو أول من أفتى بمخالفة القادياني من علماء بنجاب , ولم يكن إذ ذاك ادعى النبوة , توفي في 19 ربيع الأول ودُفن بمسجد بيكم شاهي لاهور .
الشيخ محمد حسن جان بن الشيخ عبد الرحمن العمري المجددي السرهندي
1278 هـ / 1365 هـ :
له مواقف جليلة في خدمة الدين , وصيانة المسلمين عن شرور المفسدين , وله مصنفات جميلة نافعة منها الأصول الأربعة في ترديد الوهابية , وطريق النجاة مع رسالة " التنوير في إثبات التقدير " في رد النيشرية , والعقائد الصحيحة في بيان مذهب أهل السنة والجماعة , في الرد على الديوبندية , وأنساب الأنجاب , وتذكرة الصلحاء , توفي في الثاني من رجب ودفن بموضع " كوه كنجة " في " حيدر أباد " من باكستان .
الشيخ السيد مهر علي بن الشيخ السيد نذر الدين الحسني الجيلاني 1275 هـ / 1356 هـ :
ولد بموضع " كولرة " مديرية " راولبندي " من باكستان , وتلقى دروس الكتب العالية من المفتي لطف الله العلي جرهي , والحديث عن المحدث أحمد علي السهارنفوري , وبايع على يد الشيخ شمس الدين السيالوي , ونال منه الإجازة والخلافة .
كتب شمس الهداية في إثبات حياة المسيح u رداً على القاديانية , ولم يتمكن المرزا من الرد عليها لكن تحدى بالمناظرة , وجاء الشيخ لاهور على الموعد المقرر لكن المرزا لم يحضر ونال الخزي والهوان .
فكتب تفسير سورة الفاتحة باسم " إعجاز المسيح " , ونشر في 15/12/1900 م مظهر أنه بإلهام الله تعالى , فرد عليه الشيخ مهر علي بكتابه " سيف جشتيائي " أبان أخطاء المرزا في العربية , وأفشى كذب دعاياته , كتب " الفتوحات الصمدية " في الرد على الوهابية , وإعلاء كلمة الله في بيان ما أهلّ به لغير الله .
وله كتب أخر ومواقف جريئة في قيادة المسلمين , توفي في 29 صفر 1356 هـ بموطنه " كولرة " .
الشيخ المحدث وصي أحمد بن الشيخ محمد طيب السورني ثم البيلي بهيتي 1252 هـ / 1334 هـ:
يمتاز بتدريس الأحاديث النبوية نحو خمسين سنة في " بيلي بهيت " بالمدرسة الحافظية ثم بمدرسة الحديث ومن تلاميذه أعلام أجلة كالشيخ السيد سليمان أشرف رئيس قسم العلوم الدينية بالجامعة الإسلامية بعلي جرة , والشيخ مشتاق أحمد , والمفتي نثار أحمد , والمفتي عبد القادر اللاهوري , والسيد خادم حسين بن الشيخ جماعت علي شاه العلي بوري , والسيد مصباح الحسن , وصدر الشريعة أمجد علي الأعظمي , والشيخ ضياء الدين أحمد المدني وغيرهم .
ومن تصانيفه : التعليقات على الشروح الأربعة لجامع الترمذي , التعليقات المجلي شرح منية المصلي , حاشية الجلالين , حاشية مشكاة المصابيح , حاشية مقامات الحريري , حاشية الشافعية ابن حاجب , حاشية شرح المنيدي لهداية الحكمة للأبهري , جامع الشواهد في إخراج الوهابيين عن المساجد , كشف الغمامة عن سنية العمامة .
الطبقة الرابعة
الشيخ غلام دستكير نامي بن الشيخ حامد شاه البنجابي الشيخوبوري 1300 هـ / 1381 هـ:
من تصانيفه : تاريخ كبار أسرته , نسب الرسول وصحابته , مناقب الخلفاء الراشدين ( منظومة ) , تاريخ النجدية , الصديق والفاروق كما يراهما المستشرقون وغيرها .
صدر الأفاضل الشيخ نعيم الدين بن الشيخ معين الدين نُزْهَتْ المراد أبادي 1300 هـ / 1367 هـ :
له أعمال جليلة في خدمة الدين والوطن والأمة , ومن مصنفاته : الكلمة العليا في علم المصطفى , أطيب البيان في الرد على تقوية الإيمان , خزائن العرفان في تفسير القرآن , التحقيقات لدفع التلبيسات في كشف مكائد " المهند " لعلماء ديوبند , فرائد النور في جرائد القبور وغيرها .
أسس الجامعة النعيمية بمراد أباد , ودرّس بها , ولا تزال في خدمة الدين والعلم وتخريج العلماء , وتوفي بموطنه في 18 ذي الحجة ودفن برحاب الجامعة المذكورة .
الطبقة الخامسة
الشيخ الجليل المفتي حشمت علي خان بن نواب علي خان اللكنوي ثم البيلي بهتي
1320 هـ / 1380 هـ :
تلمذ على صدر الشريعة أمجد علي , والشيخ رحم إلهي وغيرهما , وانتفع بالإمام أحمد رضا البريلوي , وله مآثر خالدة في نشر الدين والرد على المبطلين , ناظرهم مراراً في بلدان عديدة وأفحمهم , واهتدى به خلق كثير وله كتب نافعة منها : 1- الصوارم الهندية جمع فيها تصديقات ( 268 ) عالماً من شبه القارة الهندية لحسام الحرمين على منحر الكفر والمين , 2- كشف فيه عن تلبيسات " المهند " لعلماء ديوبند . 3- الأنوار الغيبية .
الشيخ عبد الحفيظ بن الشيخ عبد المجيد البريلوي المعروف بمفتي آغرة 1318 هـ / 1377 هـ:
مولده ببلدة " بريلي " وموطنه " أنَوْلَة " من لواء " بريلي " , درّس بمدرسة مبارك فور , أعظم جره وبالمدرسة الحميدية ( وارانسي ) وبمدرسة منظرحق تاندة من لواء " فيض أباد " حين كان أبوه رئيس المدرسين بها , وبالمدرسة النعمانية جادة " فراش خانة " دهلي , وتولى الخطابة والإفتاء بجامع آغرة ست عشرة سنة , ثم انتقل إلى كراتشي بباكستان , وتولى الخطابة والإفتاء بمسجد جناح , ثم رئاسة المدرسين بدار العلوم المظهرية , ثم ذهب إلى مدرسة أنوار العلوم بمدينة ملتان ( بنجاب ) , وتولى رئاسة المدرسين وتوفي بها في الخامس من ذي الحجة ودفن بمقبرة " حسن بروانة " ملتان ,
من مصنفاته : تكميل الإيمان , رسالة وجيزة في العقائد , السيوف الكلامية لقطع الدعاوي الغلامية في الرد على القاديانية , الحسني والمزيد لمحب التقليد , تهافت الوهابية , صيانة الصحابة في الرد على من أساء على معاوية , إرغام هاذر في إيضاح التوحيد والشرك , وإفحام بعض الهاذرين من الديوبندية , التعقب على المرزائية , في إبانة معنى خاتم النبيين , النقد على المودودي , عبادة الإسلام , مجموعة فتاواه وغيرها .
الشيخ محبوب علي خان بن نواب علي خان اللكنوي المقيم والمدفون ببمهي .../ 1385 هـ :
من تلاميذ السيد الشيخ ديدار علي الألوري , ذبَّ عن الدين مدة عمره قلماً ولساناً , وله نحو عشرين كتاباً في الرد على الديوبندية والمودودية , منها تواريخ مجددين حزب وهابية .

الشيخ محمد عمر بن الشيخ محمد أمين اللاهوري 1321 هـ / 1391 هـ :
له مناقشات ومناظرات مع الوهابية , ومن مصنفاته مقياس الحنفية , مقياس النور , مقياس الصلاة , مقياس المناظرة , مقياس الخلافة , ومقياس النبوة وغيرها .
الشيخ محمد نظام الدين الملتاني :
قضى حياته في الدفاع عن الإسلام , والذبّ عن السنة والجماعة خطابة ومناظرة وكتابة , صنَّف كثيراً وينشر إعلاناً في كل كتاب له بأن أحداً ( أتحدى ) من القاديانية والرافضة والجكرالوية والوهابية لو تحدى بالمناظرة فاطلبوا محمد نظام الدين الملتاني لمناظرته , فإنه مستعد لها في كل حين , ومن تصانيفه : حقيقة مذهب الشيعة , قهر يزداني برقعلة قادياني , أباطيل الوهابية , سيف النعمان على أهل الطغيان سيرة المقلدين , سلطان التفاسير عشرة أجزاء , شرح القصيدة الغوثية , راهِ عرفان باللغة البنجابية , إصلاح الطالبين , البلاغ المبين وغيرها نحو ثلاثين كتاباً .
المصادر والمراجع للطبقات الخمسة المذكورة فقط أعلاه
مصادر التراجم :
1- تذكرة علماء الهند لمحمد عبد الشكور المعروف بالمولوي رحمن علي .
2- نزهة الخواطر لعبد الحي الطبيب الراي بريلوي .
3- تذكرة علماء أهل السنة للأستاذ محمود أحمد القادري المظفريوري .
4- تذكرة أكابر أهل السنة بباكستان للعلامة عبد الحكيم شرف القادري .
5- أكمل التاريخ للأستاذ يعقوب حسين القادري .
6- رسائل وكتب .
7- حدوث الفتن وجهاد أعيان السُّنن بقلم الأستاذ الفاضل محمد أحمد المصباحي , عضو المجلس الإسلامي مباركفور – الهند .
8- الإمام أحمد رضا خان وأثره في الفقه الحنفي , مشتاق أحمد بن بيرنادرشاه .
وبعد ذكر هؤلاء العلماء الكبار الذين ذكرناهم في الطبقات ,

الحركة الوهابية في الجزيرة العربية

نشأت الحركة الوهابية في جزيرة العرب على يد زعيمها الأول ابن تيمية الحرّاني في تسعينات القرن السابع الهجري , وأخذت شكلها المنظم في العصر الحديث على يد زعيمها الثاني محمد بن عبد الوهاب , والتي تصدى لها الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالنصح والإرشاد تارة , وبقوة السلاح تارة أخرى , حين دعمه سلطان السعوديين
ونتناول بإيجاز شديد ترجمة هذين الرجلين أولاً , ثم ننتقل إلى أفكارهما وموقف علماء الإسلام , بما فيهم الإمام أحمد رضا خان من هذه الحركة .
أولاً : الشيخ ابن تيمية :
هو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحرّاني الدمشقي الحنبلي , ولد في عاشر ربيع الأول سنة 661 هـ , وهو حفيد الفقيه المجد ابن تيمية الحنبلي المشهور . ولد بحرّان في بيت علم من الحنابلة وقد أتى به والده الشيخ عبد الحليم مع ذويه من هناك إلى الشام خوفاً من المغول , وكان أبوه رجلاً هادئاً أكرمه علماء الشام ورجال الحكومة حتى ولّوه عدة وظائف علمية مساعدة له , وبعد أن مات والده ولّوا ابن تيمية هذا وظائف والده بل حضروا درسه تشجيعاً له على المضي في وظائف والده وأثنوا عليه خيراً كما هو شأنهم مع كل ناشئ حقيقي بالرعاية , وعطفهم هذا كان ناشئاً من مهاجرة ذويه من وجه المغول يصحبهم أحد بني عباس , وهو الذي تولى الخلافة بمصر فيما بعد , وتوفي والده بلا مال ولا تراث بحيث لو عين الآخرون في وظائفه للقي عياله البؤس والشقاء .... وكان في جملة المثنيين عليه التاج الفرازي المعروف بالفرح , وابن البرهان , والجلال القزويني , والكمال الزملكاني , ومحمد بن الحرير الأنصاري , والعلاء القونوي وغيرهم , لكن ثناء هؤلاء غّرَّ ابن تيمية ولم ينتبه إلى الباعث على ثنائهم , فبدأ يذيع بدعاً بين حين وآخر , وأهل العلم يتسامحون معه في الأوائل باعتبار أن تلك الكلمات ربما تكون فلتات لا ينطوي هو عليها , لكن خاب ظنهم وعلموا أنه فاتن بالمعنى الصحيح , فتخلوا عنه واحد إثر واحد على توالي فتنه , ثم إن ابن تيمية وإن كان ذاع صيته وكثرت مؤلفاته وأتباعه , فإنه كما قال فيه المحدّث الحافظ الفقيه ولي الدين العراقي ابن شيخ الحافظ زين الدين العراقي في كتابه ( الأجوبة المرضية على الأسئلة المكية ) : " علمه أكبر من عقله " , وقال أيضاً : أنه خرَّق الإجماع في مسائل كثيرة , قيل : تبلغ ستين مسألة بعضها في الأصول وبعضها في الفروع خالف فيها بعد انعقاد الإجماع عليها .
وتبعه على ذلك خلق من العوام وغيرهم , فأسرع علماء عصره في الرد عليه وتبديعه , منهم الإمام حافظ تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي , قال في الدرة المضيّة ما نصه : أما بعد فإنه لما أحدث ابن تيمية ما أحدث في أصول العقائد , ونقص من دعائم الإسلام الأركان والمعاقد , بعد أن كان مستمراً بتبعية الكتاب والسنة , مظهراً أنه داع إلى الحق معاد إلى الجنة , فخرج عن الإتباع إلى الابتداع , وشذَّ عن جماعة المسلمين بمخالفة الإجماع , وقال بما يقتضي الجسمية والتركيب في الذات المقدسة , وأن الافتقار إلى الجزء أي افتقار الله إلى الجزء ليس بمحال , ومعنى هذا الكلام أن الله مركب من أجزاء ويحتاج إلى تلك الأجزاء والعياذ بالله , وقال بحلول الحوادث بذات الله , وأن القرآن محدث تكلم الله به بعد أن لم يكن .... فأثبت الصفة القديمة حادثة والمخلوق الحادث قديماً , ولم يجمع أحد هذين القولين في ملة من الملل , ولا نحلة من النحل.................................................................
http://www.soufia.org/vb/showthread.php?t=9405

Sunday, October 17, 2010

الحديث مضلة الا للفقهاء


(سئل)- ابن حجر الهيتمي - نفع الله به بما لفظه:
(الحديث مضلة إلا للفقهاء )هل هو حديث وما معناه مع أن معرفة الحديث شرط في مسمى الفقيه و أيما أعظم قدرا وأجل ذكرا ذكر الفقهاء أو المحدثين ؟


( فأجاب ) بقوله ليس بحديث وإنما هو من كلام ابن عيينة أو غيره ومعناه أن الحديث كالقرآن في أنه قد يكون عام اللفظ خاص المعنى وعكسه ومنه ناسخ ومنسوخ ومنه مالم يصحبه عمل ومنه مشكل يقتضى ظاهره التشبيه كحديث ينزل ربنا الخ ولا يعرف معنى هذه إلا الفقهاء ، بخلاف من لا يعرف الا مجرد الحديث فانه يضل فيه كما وقع لبعض متقدمي الحديث بل ومتأخريهم كابن تيمية وأتباعهم وبهذا يعلم فضل الفقهاء المستنبطين على المحدثين غير المستنبطين ومن ثم قال صلى الله عليه وسلم "رب مبلغ أوعى من سامع ورب حامل فقيه ليس بفقيه ورب حامل فقه الى من هو أفقه منه " وقوله : " وبلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج فمستنبطوا الفروع هم خيار سلف الأمة وعلماؤهم وعدولهم وأهل الفقه والمعرفة فيهم فهم قوم غذوا بالتقوى وربوا بالهدى أفنوا أعمارهم في استنباطها وتحقيقها بعد أن ميزوا صحيح الأحاديث من سقيمها وناسخها من منسوخها فأصلوا أصولها ومهدوا فروعها فجزاهم الله عن المسلمين خيرا وأحسن جزاؤهم كما جعلهم ورثة أنبيائه وحفاظ شرعه وشهود آلائه وألحقنا بهم وجعلنا من تابعهم باحسان انه الكريم الجواد الرحمن .
ووقفت امرأة على مجلس فيه يحي بن معين وزهير بن حرث وخلف بن صالح وجماعه يتذاكرون الحديث فسألتهم هل تغسل الحائض الميت فسكتوا فأقبل أبو ثور فأمروها أن تسأله فسألته فقال: نعم تغسله لحديث عائشة رضي الله تعالى عنها إن حيضك ليس في يدك وأنها كانت تفرق رأسه صلى الله عليه وسلم وهي حائض فاذا فرقت رأس الحي فالميت أولى بذلك قالوا: نعم حدثنا بذلك فلان عن فلان فقالت لهم : أين كنتم إلى الآن وكان الأعمش يسأل أبا حنيفة رضي الله عنهما عن المسائل فيجيبه فيقول : من أين لك هذا فيقول : أنت حدثتنا عن النخعي بكذا أو عن الشعبي بكذا فيقول : الأعمش عند ذلك يا معشر الفقهاء نحن الأطيار وأنتم الصيادون لها وعن عطية قال : كنت عند شعبة فقال: يا أبا محمد إذا جاءتكم معضلة من تسألون عنها فقلت في نفسي هذا رجل أعجبته نفسه فقلت له نتوجه إليك والى أصحابك حتى تفتوا فما بقيت إلا قليلا حتى جاءه سائل فقال: يا أبا بسطام رجلا ضرب رجلا على أم رأسه فادعى أنه ذهب بذلك شمه فجعل يتشاغل عنه يمينا وشمالا فأومأت للرجل بأن يلح عليه فالتفت إلي وقال لي يا أبا محمد ما أشر البغي على أهله والله ما عندي فيه شيء أنت أنت فقلت يستفتيك وأنا أجيبه فقال أني سائلك فقال سمعت الأوزاعي والزهري يقولان يدق الخردل دقا بالغا ويشم فان عطس فقد كذب وان لم يعطس فقال جئت بها والله ما يعطس رجل انقطع شمه وقال ابن عبد البر : أراد ابن الأعمش الحج فلما بلغ الحيرة قال لعلي بن مشهد اذهب إلى ابن حنيفة حتى يكتب لنا المناسك ثم ذكر ابن عبد البر حكايات يطول ذكرها من تلبيس ابليس وغيره فذكر فيه جهل المحدثين معرفة الأحكام وقال ابن وهب كل صاحب حديث لا يكون له رأس في الفقه لا يفلح أبد ولولا أن الله تعالى أنقذنا بمالك لضللنا وقال بعضهم لا أجهل من صاحب حديث إن لم يتفقه فيه وقال مالك رضي الله عنه لأبني أخته بكر واسماعيل أراكما تحبان الحديث وتطلبانه قالا: نعم قال ان أحببتما أن تنتفعا به وينفع الله بكما فأقلا من الحديث وتفقها أشار رضي الله عنه الى أنه لابد من معرفة الحديث لكن العمدة إنما هي على التفقه فيه وفي أشياخ القاضي عياض لما كر أبا محمد بن العربي المشهور حكى من حديثه عن عماد بن محمد بن مخلد التميمي قال لما عزل أبو العباس الهمداني من قضاء الرى وبخاري لتجديد مودة كانت بينه وبين أبي الفضل فنزل في جوارنا فحملني اله معلمى وقال أسألك أن تحدث هذا الصبي بما سمعته من مشايخك قال مالي سماع قال كيف وأنت فقيه فما هذا قال لأني لما بلغت مبلغ الرجال اشتاقت نفسي الى معرفة الحديث ورواية الأخبار وسماعها فقصدت محمد ابن اسماعيل وسألته الإقبال على ذلك فقال يا بني لا تدخل على أمر حتى تعرف حدوده والوقوف على مقداره فقلت له عرفني يرحمك الله حدود ما تصديت له ومقدار ما سلكت إليه وسألتك عنه فقال لي اعلم أن الرجل لا يصير محدثا كاملا في الحديث إلا أن يكتب أربعا مع أربع عند أربع بأربع على أربع عن أربع لأربع وكل هذه الرباعيات لا تتم إلا بأربع مع أربع فإذا تمت له هان عليه أربع وابتلى بأربع فإذا صبر على ذلك أكرمه الله بأربع وأثابه في الآخرة بأربع فقلت له فسر لي ما ذكر من أحوال هذه الرباعيات من قلب صاف منشرح كاف وبيان شاف طالبا لأجر واف فقال نعم أما الأربع التي يحتاج إلى كتبها فإخبار النبي صلى الله عليه وسلم وشرائعه والصحابة ومقاديرهم والتابعين وأحوالهم وسائر العلماء وتواريخهم مع أسماء رجالهم وكناهم وأمكنتهم وأزمنتهم كالتحميد مع الخطب والدعاء مع الرسائل والبسملة مع السور والتكبيرات مع الصلوات مثل المسندات والمرسلات والموضوعات والمقطوعات في صغره وإدراكه وكهولته وشبابه عند فراغه وعند شغله وعند فقره وعند غناه بالجبال والبحار والبلدان والبراري على الأحجار والأصداف والجلود والأكتاف إلى الوقت الذي يمكنه نقله إلى الأوراق عمن هو فوقه وعمن هو مثله وعمن هو دونه وعن إليه يتيقن أنه خطه دون غيره لوجه الله تعالى طالبا لمرضاته والعمل بموافق كتاب الله تعالى ونشرها بين طالبها والتأليف في إحياء ذكره بعده ثم لا تتم هذه الأشياء الا بأربع معرفة الكتابة والثقة والضبط والنحو مع أربع هي من محض عطاء الله تعالى القدرة والصحة والحرص والحفظ فاذا تمت هذه الأشياء هان عليه أربع الأهل والمال والوطن والولد وابتلى بأربع شماتة الأعداء وملامة الأصدقاء وطعن الجهلاء وحسد العلماء فإذا صبر على هذه المحن الأربع أكرمه الله تعالى بأربع بعز القناعة و تهنئة النفس و لذة العلم و حسن الذكر و أثابه في الآخرة بأربع بالشفاعة لن أرد من أحبابه و بظل العرش يوم لا ظل إلا ظله ويسقي من أراد من حوض نبيه وبجوار الرحمن في أعلى عليين في الجنة فقد أخبرتك يابني بجملة ماكنت سمعته من مشايخي متفرقا في هذا الباب فاقبل الآن على ماقصدتني له أو دع ، قال : فهالني قوله فسكت متفكراً و طرقت نادماً فلما رأى ذلك مني قال لي : فإذا لم تطق هذه المشاق كلها فعليك بالفقه الذي يمكنك فعله وأنت ببينك لا تحتاج لبعد الأسفار ووطء الديار وركوب البحار وهو مع ذلك ثمرة الحديث وليس ثواب الفقه دون ثواب الحديث في الآخرة ولا فن الفقيه بأقل من فن المحدث . قال : فلما سمعت ذلك نقض عزمي في طلب الحديث وأقيلت على دراسة الفقه و تعلمه إلى أن صرت متقدماً فيه فلذلك لم يكن عندي ما أمليه على هذا الصبي فقال له المعلم أن هذا الحديث الذي لا يوجد عند غيرك انتهى واستفيد من ذلك مزيد فضل الفقه وأنه ثمرة الحديث وان كان طلب الحديث أشد وتحصيله أشق وحكى الخطيب في تاريخ بغداد أن معتزليا لا محدثا على كثرة كتابه فقال يا بني كم تكتب يذهب بصرك ويحدو دب ظهرك ويزداد فقرك ثم كتب له بظهر كتابه .
إن التفقه والقراءة والتشاغل بالعلوم *** أصل المذلة والاذاية والمهانة والهموم
فلما قرأها قال :كذب عدو نفسه بل يرتفع ذكرك وينشر علمك ويبقى اسمك مع اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ثم كتب له
أن التشاغل بالدفاتر والكتابة والدراسة *** أصل التفقه والزهادة والفهامة والرياسة
وقال الشافعي رضي الله تعالى عنه : من حفظ الفقه عظمت قيمته ومن تعلم الحديث قويت حجته ومن تعلم الشعر والعربية رق طبعه ومن تعلم الحساب جزل رأيه ومن لم يصن نفسه لم ينفه علمه . اهـ .

من فتاوي الحديثية . ص.202-203

Wednesday, October 13, 2010

التبرك بشعر النبي صلي الله عليه وسلم

قال محمد: وقلت لعبيدة: إن عندنا من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من قبل أنس بن مالك، فقال: لان يكون عندي منه شعرة أحب إلي من كل صفراء وبيضاء على ظهر الارض.قلت: هذا القول من عبيدة هو معيار كمال الحب، وهو أن يؤثر شعرةنبوية على كل ذهب وفضة بأيدي الناس.ومثل هذا يقوله هذا الامام بعد النبي صلى الله عليه وسلم، بخمسين سنة، فما الذي نقوله نحن في وقتنا لو وجدنا بعض شعره بإسناد ثابت، أو شسع نعل كان له، أو قلامة ظفر، أو شقفة من إناء شرب فيه.فلو بذل الغني معظم أمواله في تحصيل شئ من ذلك عنده، أكنت تعده مبذرا أو سفيها ؟ كلا.فابذل ما لك في زورة مسجده الذي بنى فيه بيده والسلام عليه عند حجرته في بلده، والتذ بالنظر إلى " أحده " وأحبه، فقد كان نبيك صلى الله عليه وسلم يحبه، وتملا بالحلول في روضته ومقعده، فلن تكون مؤمنا حتى يكون هذا السيد أحب إليك من نفسك وولدك وأموالك والناس كلهم.وقبل حجرا مكرما نزل من الجنة، وضع فمك لاثما مكانا قبله سيد البشر بيقين، فهنأك الله بما أعطاك، فما فوق ذلك مفخر.ولو ظفرنا بالمحجن الذي أشار به الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الحجر ثم قبل محجنه، لحق لنا أن نزدحم على ذلك المحجن بالتقبيل والتبجيل.ونحن ندري بالضرورة أن تقبيل الحجر أرفع وأفضل من تقبيل محجنه ونعله.

* وقد كان ثابت البناني إذا رأى أنس بن مالك أخذ يده فقبلها، ويقول: يد مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنقول نحن إذ فاتنا ذلك: حجر معظم بمنزلة يمين الله في الارض مسته شفتا نبينا صلى الله عليه وسلم لاثما له.فإذا فاتك الحج وتلقيت الوفد فالتزم الحاج وقبل فمه وقل: فم مس بالتقبيل حجرا قبله خليلي صلى الله عليه وسلم.قال ابن سيرين، قال علي: يا أهل الكوفة، أتعجزون أن تكونوا مثل السلماني والهمداني ؟ - يعني الحارث بن الازمع وليس بالاعور - إنما هما شطرا رجل.

( حافظ الذهبي42 43 سير اعلام النبلاء 4)

Saturday, October 9, 2010

معاذ الله

سوداء مظلمة شعثاء موحشة *** دهماء محرقة لواحة البشر
فيها الحيّات والعقارب قد جُعلت *** جلودهم كالبغال الدهم والحمر
لها إذا غلت فور يقلبهم *** ما بين مرتفع منها ومنحدر
يا ويلهم تحرق النيران أعظمهم *** بالموت شهوتهم من شدة الضجر
وكل يوم لهم في طول مدتهم *** نزع شديد من التعذيب والسعر
فيها السلاسل والأغلال تجمعهم *** مع الشياطين قسراً جمع منقه


يا قارئ كلماتي لا تبكي على موتي ... فاليوم أنا معك وغداً في التراب
فإن عشت فإني معك ...... وإن مت فلذكرى!
و يا ماراً على قبري ... لا تعجب من أمري ....
بالأمس كنت معك ... وغداً أنت معي ...
أمــــــــــــــوت ويبقى كل ما كتبته ذكـــــــــــــرى
فياليت ... كل من قرأ كلماتي ...
دعالــــــي....

لا إلـــه إلا أنـــت ســبــحـانـك
إنــي كــنــت من الـظـالميــــن

صلاة التوبة


مشروعية صلاة التوبة، ثبت عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب - رضي الله عنه- قال: "كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني، وإذا حدثني أحد من الصحابة استحلفته فإذا حلف لي صدقته، قال: وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر- رضي الله عنه- أنه قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من عبد يذنب ذنباً فيُحسِنُ الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر الله له " ثم قرأ هذه الآية{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ} (آل عمران: من الآية135) إلى آخر الآية رواه الإمام أحمد في مسنده 1/153، 154، 174، 175، 178، رقم (2، 48، 56) و في فضائل الصحابة 9/159، 413، رقم (142, 642)، وابن أبي شيبة في مصنفه في الصلاة فيما يكفر به الذنوب 2 /387، 388، والحميدي في مسنده 1/2،4 رقم (1، 4)، وأبو داود الطيالسي في مسنده ص (2، 3)، وأبو داود السجستاني في سننه في كتاب الصلاة باب في الاستغفار 2/86، رقم (1521)، والترمذي في سننه في الصلاة باب ما جاء في الصلاة عند التوبة 7/257 ، رقم (406)، وفي تفسير القرآن 5/228، رقم (3006)، والنسائي في تفسيره 1/330، رقم (98)، وفي سننه الكبرى، وفي عمل اليوم والليلة (كما في تحفة الأشراف 5/300، حديث6610)، وابن ماجه في إقامة الصلاة والسنة فيها باب ما جاء في أن الصلاة كفارة 1/446، حديث (1295)، والمروزي في مسند أبي بكر ص (42 - 44)، رقم (9 - 11)، وابن أبي حاتم في تفسيره 2/553، حديث (1455)، والطبري في تفسيره 7/220، 222، حديث (7853 - 855)، وأبو يعلي في مسنده 1/11، 23، 24، رقم (1، 12، 13)، والبزار في مسنده 1/61- 64، رقم (9- 11)، وابن حبان في صحيحه (موارد الظمآن كتاب التوبة باب فيمن أذنب ثم صلى واستغفر ص 608، رقم 2454)، (والإِحسان باب التوبة: ذكر مغفرة الله جل وعلا للتائب المستغفر لذنبه إذا عَقِب استغفاره صلاة 2/10، رقم 622)، والطبراني في كتاب الدعاء باب فضل الاستغفار في أدبار الصلوات 3/1623 –1626، رقم (1841 – 1844)، وابن السني في عمل اليوم والليلة باب ما يقول إذا أذنب ذنبا ص 109، رقم (361)، وابن عدي في الكامل 1/420، 421، والعقيلي في الضعفاء 1/106، والبيهقي في الدعوات الكبير رقم 149، والبغوي في تفسيره 1/353، وفي شرح السنة باب الصلاة عند التوبة (4/151، 152)، رقم (1105)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان 1/142 من طرق عن عثمان ابن المغيرة الثقفي عن علي بن ربيعة الوالي عن أسماء ابن الحكم الفزاري عن علي- رضي الله عنه - فذكره. وإسناده حسن، رجاله ثقات رجال البخاري، عدا أسماء ابن الحكم فقد وثقه العجلي في تاريخ الثقات ص 63، وابن حبان في ثقاته 4/59 وقال: "يخطئ"، وقال الحافظ في التقريب: "صدوق"، وقد أطال الحافظ الكلام حول هذا الحديث في تهذيب التهذيب1/267 في ترجمة أسماء هذا، وقال: "وهذا الحديث جيد الإسناد". وحسنه في الفتح 11/98، وقال ابن عدي في ترجمة أسماء أيضاً بعده روايته لهذا الحديث: "وهذا الحديث طريقه حسن وأرجو أن يكون صحيحاً" و ينظر التاريخ الكبير للبخاري 2/554 . والعلل للدارقطني 1/176 – 180، وتهذيب الكمال لوحة (93).

وقد صحح هدا الحديث غير من ذكر النسائي كما في فتح القدير للشوكانيِ 1/382، والحافظ ابن كثير في تفسـيره 1/104، وابن مفلح في الفروع 1/567، وأحمد شاكر في عمدة التفسير 1/42، والشيح محمد ناصر الدين في تعليقه على مشكاة المصابيح 1/416، وشعيب الأرنؤوط في تعليقه على مسند أبي بكر، وحسين سليم أسد في تعليقه على مسند أبي يعلي، والدكتور محمد سعيد البخاري في تعليقه على كتاب الدعاء للطبراني، والدكتور حكمت ياسين في تعليقه على تفسير ابن أبي حاتم.

وقد روى هذا الحديث الطبراني في الدعاء 3/1645، 1626، رقم (1844) و ابن عدي في الكامل 1/421، والخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع والتفريق 2/434 من طريق معاوية بن أبي العباس عن علي بن ربيعة به، وإسناده ضعيف جداً، معاوية بن أبي العباس متهم بسرقة الحديث. ينظر الموضح 2/423 – 426.

ورواه أيضا الحميدي في مسنده 1/4 ,5 رقم (5)، والطبري في تفسيره 7/222، رقم (7855)، والطبراني في الدعاء 3/1626، رقم (1846)، وابن عدي في الكامل 3/1190 من طريق عبد الله بن سعيد المقبري عن جده أبي سعيد عن علي به. وإسناده ضعيف جداً، عبد الله بن سعيد المقبري متروك كما في التقريب.

وقد ذكر الدارقطني في العلل 1/176 –180 طرقاً أخرى كثيرة لهذا الحديث، وبعضها عند الطبراني في الدعاء 3/1625، 1626، رقم (1843، 1845، 1847) ثم قال الدارقطني بعد ذكره لما فيه من الاختلاف وما في بعضها من الضعف الشديد، قال: "وأحسنها إسناداً وأصحها ما رواه الثوري ومسعر ومن تابعها عن عثمان بن المغيرة". وهي الرواية الأولى.

وذكر المزي في تحفة الأشراف 5/300، وفي تهذيب الكمال لوحة (93) متابعات كثيرة لرواية أسماء بن الحكم، وتعقبه الحافظ في التهذيب 1/268 بقوله: "والمتابعات التي ذكرها لا تشد هذا الحديث شيئاً، لأنها ضعيفة جداً ".

لهذا الحديث شواهد منها:

1- ما رواه يوسف بن عبد الله بن سلام- رضي الله عنهما- قال: "أتيت أبا الدرداء- رضي الله عنه- في مرضه الذي مات فيه، فقال: يا ابن أخي، ما عناك إلى هذا البلد، وما أعملك إليه؟ قلت: ما عناني وما أعملني إلا ما كان بينك وبين أبي. فقال: أقعدوني. فأخذت بيده فأقعدته، وقعدت خلف ظهره، وتساند إليّ، ثم قال: بئس ساعة الكذب هذه. ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: "من توضأ فأحسن الوضوء، ثم قام فصلى ركعتين، أو أربعاً يحسن فيها الركوع والسجود، ثم يستغفر الله ، إلا غفر الله له " .

2- ما رواه البيهقي في شعب الإيمان عن الحسن- رحمه الله - مرسلاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "ما أذنب عبد ذنباً ثم توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى براز من الأرض فصلى فيه ركعتين، واستغفر الله من ذلك الذنب إلا غفر الله له" .

3- ما رواه عبد الله بن بريدة عن أبيه- رضي الله عنه- قال: أصبح رسول الله يوماً فدعا بلالاً، فقال: "يابلال بم سبقتني إلى الجنة؟ إني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك أمامي" فقال بلال: "يا رسول الله ما أذنبت قط إلا صليت ركعتين، وما أصابني حدث قط إلا توضأت عندها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بهذا" .

وقال الحافظ ابن كثير- رحمه الله تعالى-: " ويتأكد الوضوء وصلاة ركعتين عند التوبة، لما رواه الإمام أحمد بن حنبل..." ثم ذكر حديث أبي بكر السابق، ثم قال: "وقد ذكرنا طرقه والكلام عليه مستقصى في مسند أبي بكر الصديق، وبالجملة فهو حديث حسن، وهو من رواية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عن خليفة النبي صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق- رضي الله عنهما-، ومما يشهد لصحة هذا الحديث ما رواه مسلم في صحيحه عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ- أو فيسبغ- الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء". وفي الصحيحين عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان- رضي الله عنه- أنه توضأ لهم وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: سمعت رسول الله يقول: " من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه ". فقد ثبت هذا الحديث من رواية الأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين عن سيد الأولين والآخرين ورسول رب العالمين كما دل عليه الكتاب المبين من أن الاستغفار من الذنب ينفع العاصيين ". انتهى كلام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى

بعض المصدار في هذه المسالة عارضة الأحوذي (2/196، 197). 2- المغني (2/553). 3- مجموع فتاوىَ ابن تيمية (23/215). 4- الترغيب والترهيب (1/214). 5- الفروع (1/567). 6- المبدع (2/25، 26). 7- إحياء علوم الدين (5/49). 8- نهاية المحتاج (2/142). 9- فتح الباري (11/98). 10- تفسير ابن كثير (2/104، 105). 11- مغني المحتاج (1/225). 12- كشاف القناع (1/443). 13- مختصر منهاج القاصدين (ص 327 ). 14- شرح الطيبي لمشكاة المصابيح (3/180). 15- تحفة المحتاج (2/26). 16- دلائل الأحكام (2/360). 17- الروض الندي (ص 95). 18- غاية المنتهى (1/171). 19- الإحكام شرح أصول الأحكام (1/321). 20- الإقناع للشربيني (1/101). 21- مرقاة المفاتيح (2/187). 22- رد المحتار على الدر المختار (1/462). 23- شرح السندي لسنن ابن ماجه (1/424). 24- بلوغ الأماني (19/239،240). 25 - حاشية قليوبي (1/6 21). 26- شرح منتهى الإرادات (1/236). 27- بذل المجهود (7/378). 28- عون المعبود (5/573، 574). 29- حاشية الروض المربع للشيخ عبد الرحمن بن قاسـم (2/231). 30- حاشية الشرواني (2/238). 31- الدرر السنية في الأجوبة النجدية 4/242.

لكن قد انكر هذا السنة بعض المتسلفين في ولاية كيرالا من الهندنجانا الله والمسلمين من كيودهم

Sunday, October 3, 2010

رؤية النبي صلي الله عليه وسلم يقظة

قال الحافظ في الفتح ( 7 / 4 طبعة دار المعرفة - بيروت ، 1379 ) : ( وعكس بعضهم وهذا كله فيمن رآه - يعني النبي صلى الله عليه وسلم -وهو في قيد الحياة الدنيوية اما من رآه بعد موته وقبل دفنه فالراجح انه ليس بصحابي ، والا لعد من اتفق ان يرى جسده المكرم وهو في قبره المعظم ولو في هذه الإعصار ، وكذلك من كشف له عنه من الأولياء فراه كذلك على طريق الكرامة ، إذ حجة من اثبت الصحبة لمن رآه قبل دفنه انه مستمر الحياة وهذه الحياة ليست دنيوية وانما هي أخروية لا تتعلق بها احكام الدنيا فان الشهداء احياء ومع ذلك فان الاحكام المتعلقة بهم بعد القتل جارية على احكام غيرهم من الموتى والله اعلم )
فعُلم من هذا الكلام ان الحافظ لا ينكر ان يرى الاولياء النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة على سبيل الكرامة ..

ولكنه لا يعد من الصحابة ابداً ..

وجميعنا يوافقه في ذلك رحمه الله

ثم إن رؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة حصلت
1- لضمرة ابن ثعلبة وهو من الصحابة في الحديث المشهور وهو (أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أدع الله لي بالشهادة فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم حرم دم ابن ثعلبة على المشركين والكفار قال فكنت أحمل في عرض القوم فيتراءى لي النبي صلى الله عليه وسلم خلفهم فقيل ياابن ثعلبة إنك لتغرر تحمل على القوم فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم يتراءى لي خلفهم فأحمل عليهم حتى أقف عنده ثم يتراءى لي أصحابي فأحمل حتى أكون مع اصحابي قال فعمر زماناً طويلاً من دهره).
أخرجة الطبراني في المعجم الكبير (308\8) ومسند الشاميين (2\298) وقال الهيثمي في المجمع رواه الطبراني وإسناده حسن (9\379) وذكر هذه القصة ابن حجر في الإصابة(3\488) وفي تعجيل المنفعة (1\197)

2- علي بن الحسين رضي الله عنهما عند مقتل ابية رضي الله عنهم (والخلاصة في هذه القصة ان الائمة لم يعترضوا علي ما فيها ونوردها فقط ليس للحديث عن السند بل عن من اوردها ورواها ونقلها)
لما برز علي بن الحسين إليهم ، أرخى الحسين ـ رضي الله عنهم ـ عينيه فبكى ،
ثم قال : اللهم كن أنت الشهيد عليهم ، فبرز إليهم غلام أشبه الخلق
برسول الله صلى الله عليه وآله ، فجعل يشد عليهم ثم يرجع إلى أبيه فيقول : يا أبا ، العطش ، فيقول له الحسين : اصبرحبيبي فإنك لاتمسيحتى يسقيك رسول الله صلى الله عليه وآله بكأسه ، وجعل يكر كرة بعد كرة ، حتى رمى بسهم فوقع في حلقه فخرقه ، وأقبل ينقلب في دمه ، ثم نادى : يا أبتاه عليك السلام ، هذا جدي رسول الله صلى الله عليه وآله يقرئك السلام ، ويقول : عجل القدوم إلينا ، وشهق شهقة فارق الدنيا
( انظر مقاتل الطالبيين 1 / 115 ، 116 )

أقوال العلماء في رؤية النبي صلي الله عليه وسلم يقظة

( واعلم اخي القارئ أن الاجماع علي إمكانية رؤية النبي صلي الله عليه وسلم يقظة
وجميع أقوال العلماء التي يبتر المخالفين نصوصهم هي تتكلم عن الرؤية للنبي صلي الله عليه وسلم بعين الحقيقة وليس في عالم المثال أي بمعني خروجة من القبر الشريف اما رؤيتة يقظة صلي الله عليه وسلم في عالم المثال فاقوال العلماء فيها كثيرة ننقل لك بعضها)



1- قال العلامة الآلوسي في تفسيره روح المعاني [22/36] عند كلامه على نزول المسيح عليه السلام:

لا يبعد أن يكون عليه السلام قد علم في السماء بعضا ووكل إلى الإجتهاد والأخذ من الكتاب والسنة في بعض آخر وقيل : إنه عليه السلام يأخذ الأحكام من نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم شفاها بعد نزوله وهو في قبره الشريف عليه الصلاة والسلام وأيد بحديث أبي يعلى والذي نفسي بيده لينزلن عيسى إبن مريم ثم لئن قام على قبري وقال يامحمد لأجيبنه.

وجوز أن يكون ذلك بالاجتماع معه عليه الصلاة والسلام روحانية ولا بدع في ذلك فقد وقعت رؤيته صلى الله تعالى عليه وسلم بعد وفاته لغير واحد من الكاملين من هذه الأمة والأخذ منه يقظة .

قال الشيخ سراج الدين بن الملقن في طبقات الأولياء : قال الشيخ عبدالقادر الكيلاني قدس سره : رأيت رسول الله قبل الظهر فقال لي : يابني لم لا تتكلم قلت : ياأبتاه أنا رجل أعجم كيف أتكلم على فصحاء بغداد؟! فقال : افتح فاك ففتحته فتفل فيه سبعاً وقال : تكلم على الناس وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة فصليت الظهر وجلست وحضرني خلق كثير فارتج علي فرأيت علياً كرم الله تعالى وجهه قائما بإزائي في المجلس فقال لي : يا بني لم لا تتكلم قلت : ياأبتاه قد ارتج علي فقال : افتح فاك ففتحته فتفل فيه ستاً فقلت : لم لا تكملها سبعاً؟ قال : أدباً مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم . ثم توارى عني فقلت : غواص الفكر يغوص في بحر القلب على درر المعارف فيستخرجها إلى ساحل الصدر فينادي عليها سمسار ترجمان اللسان فتشتري بنفائس أثمان حسن الطاعة في بيوت أذن الله أن ترفع وقال أيضا في ترجمة الشيخ خليفة بن موسى النهر ملكي : كان كثير الرؤية لرسول الله عليه الصلاة والسلام يقظة ومناما فكان يقال : إن أكثر أفعاله يتلقاه منه يقظة ومناما ورآه في ليلة واحدة سبع عشرة مرة قال له في إحداهن : يا خليفة لا تضجر مني فكثير من الأولياء مات بحسرة رؤيتي وقال الشيخ تاج الدين بن عطاء الله في لطائف المتن : قال رجل للشيخ أبي العباس المرسي ياسيدي صافحني بكفك هذه فإنك لقيت رجالا وبلادا فقال : والله ما صافحت بكفي هذه إلا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال : وقال الشيخ لو حجب عني رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين ومثل هذه النقول كثير من كتب القوم جداً. اهـ

2- الإمام البيروتي في كتابه [أسنى المطالب ج1/ص357] قال:

"ثم أن كثيراً من الصالحين يقول إنه يرى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة ولا ينكر هذا منهم وإنما هي رؤية روحانية لا جسمانية ولذلك يراه البعض دون البعض في المكان الواحد ولو كان بجسمه لرآه كل أحد لأن رؤية الجسم لا تتوقف على صلاح التقوى بل رآه الكفار في حيلته صلى الله عليه وسلم وشرار الخلق وخيارهم واعلم أن الشيطان لا يمكنه أن يتمثل بصورة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - وهذا لطف وكرامة من الله - تعالى - زيادة في حفظهم وعصمتهم منه حتى لا يقدر على التشكل بشكلهم فإذا أكرم الله عبداً برؤية رسوله صلى الله عليه وسلم يقظة يمثل له نوره الشريف بصورة جسمه الكريم وربما ظنه الرائي أنه الجسم الشريف لغلبة الحال ومن ذلك ما وقع لسيدنا الرفاعي - رضي الله عنه - حين زار النبي صلى الله عليه وسلم وأنشد عند الحجرة الشريفة البيتين المشهورين وهما في حالة البعد روحي كنت أرسلها *** تقبل الأرض عني وهي نائبتي

وهذه دولة الأشباح قد حضرت *** فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي

فمثلت له اليد الشريفة وقبلها والخبر المذكور مشهور......)). اهـ
3- القاضي أبو بكر بن العربي أحد الأئمة المالكية، شارح صحيح الترمذي، في كتاب قانون التأويل، فقد قال:

(ذهبت الصوفية إِلى أنه إِذا حصل للإِنسان طهارة النفس في تزكية القلب، وقطع العلائق، وحسم مواد أسباب الدنيا من الجاه والمال والخلطة بالجنس، والإِقبال على الله تعالى بالكلية، علماً دائماً وعملاً مستمراً، كشفت له القلوب، ورأى الملائكة وسمع أقوالهم، واطلع على أرواح الأنبياء، وسمع كلامهم، ثم قال ابن العربي من عنده: ورؤية الأنبياء والملائكة وسماع كلامهم ممكن كرامة، وللكافر عقوبة( .

[الحاوي للفتاوي ج2 ص257، 258 للعلامة جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911هـ]

4- الإمام الغزالي رحمه الله
"ومن أول الطريقة تبتدئ المشاهدات والمكاشفات حتى إنهم في يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء، ويسمعون منهم أصواتا، ويقتبسون منهم فوائد، ثم يترقى بهم الحال من مشاهدة الصور والأمثال إلى درجـات يضيق عنها نطاق النطق، فلا يحاول معبر أن يعبر عنها إلا اشتمل لفظه على خطإ صريح لا يمكنه الاحتراز عنه"
المنقذ من الضلال ص 54.


5- الإمام أبو عبد الله القرطبي المفسر الكبير
قال في "التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة [1/212] :
(قال شيخنا أحمد بن عمر: موت الأنبياء إنما هو راجع إلى أن غيبوا عنا بحيث لا ندركهم و إن كانوا موجودين أحياء ، و ذلك كالحال في الملائكة فإنهم موجودون أحياء و لا يراهم أحد من نوعنا إلا من خصه الله بكرامة من أوليائه ...).


6- الحافظ الكبير المتفنن ابن حجر العسقلاني (ت852)
قال في "الفتح 4/7: ( من رآه بعد موته وقبل دفنه، فالراجح أنه ليس بصحابي، وإلا لعد من اتفق أن يرى جسده المكرم وهو في قبره المعظم ولو في هذه الأعصار، وكذلك من كشف له عنه من الأولياء فرآه كذلك على طريق الكرامة، إذ حجة من أثبت الصحبة لمن رآه قبل دفنه أنه مستمر الحياة، وهذه الحياة ليست دنيوية وإنما هي أخروية لا تتعلق بها أحكام الدنيا).


7- الإمام الحافظ عبد الله بن أبي حمزة
وفي شرح ابن أبي جمرة للأحاديث التي انتقاها من البخاري ترجيح بقاء الحديث على عمومه في حياته ومماته لمن له أهلية الاتباع للسنة ولغيره . قال :
(...ومن يدعي الخصوص بغير تخصيص منه صلى الله عليه وآله وسلم فقد تعسف ثم ألزم منكر ذلك بأنه غير مصدق بقول الصادق وبأنه جاهل بقدرة القادر وبأنه منكر لكرامات الأولياء مع ثبوتها بدلائل السنة الواضحة ، ومراده بعموم ذلك وقوع رؤية اليقظة الموعود بها لمن رآه في النوم ولو مرة واحدة تحقيقا لوعده الشريف الذي لا يخلف ، وأكثر ما يقع ذلك للعامة قبل الموت عند الاحتضار فلا تخرج روحه من جسده حتى يراه وفاء بوعده ، واما غيرهم فيحصل لهم ذلك قبل ذلك بقلة أو بكثرة بحسب تأهلهم وتعلقهم واتباعهم للسنة إذ الإخلال بها مانع كبير ...).
ونقل بعض كلامة الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري "فتح الباري". (710)

8- سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام
في القواعد الكبرى وكذلك الإمام ابن الحاج في المدخل رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة باب ضيق وقل من يقع له ذلك إلا من كان على صفة عزيز وجودها في هذا الزمان بل عدمت غالبا مع أننا لا ننكر من يقع له هذا من الأكابر الذين حفظهم الله في ظواهرهم وبواطنهم
الحاوي (2\258)


9- القاضي شرف الدين هبة الله بن عبد الرحيم البارزي
في كتاب توثيق عرى الإيمان قال البيهقي في كتاب الاعتقاد
(الأنبياء بعد ما قبضوا ردت إليهم أرواحهم فهم أحياء عند ربهم كالشهداء وقد رأى نبينا صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج جماعة منهم وأخبر وخبره صدق أن صلاتنا معروضة عليه وأن سلامنا يبلغه وأن الله تعالى حرم على الأرض أن تأكل لحوم الأنبياء .)
وقال البارزي قال البارزي وقد سمع من جماعة من الأولياء في زماننا وقبله أنهم رأوا النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة حيا بعد وفاته قال وقد ذكر ذلك الشيخ الإمام شيخ الإسلام أبو البيان نبا ابن محمد بن محفوظ الدمشقي في نظيمته
توثيق عري الايمان وذكر في كتاب الحاوي (2\258)

10- الشيخ أكمل الدين الجبرتي الحنفي في شرح المشارق في حديث من رآني
الاجتماع بالشخصين يقظة ومناما لحصول ما به الاتحاد وله خمسة أصول كلية الاشتراك في الذات أو في صفة فصاعداً أو في حال فصاعداً أو في الأفعال أو في المراتب وكل ما يتعقل من المناسبة بين شيئين أو أشياء لا يخرج عن هذه الخمسة وبحسب قوته على ما به الاختلاف وضعفه يكثر الاجتماع ويقل وقد يقوى على ضده فتقوى المحبة بحيث يكاد الشخصان لا يفترقان وقد يكون بالعكس ومن حصل الأصول الخمسة وثبتت المناسبة بينه وبين أرواح الكمل الماضين اجتمع بهم متى شاء. ...
شرح المشارق والحاوي (2\258)

11- الإمام ابن حجر الهيتمي كما في الفتاوى الحديثية
حيث يجب على سؤال: هل يمكن الآن الإجتماع بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في اليقظة والتلقي منه؟
فأجاب بقوله: نعم يمكن ذلك ، فقد صرح بأنّ ذلك من كرامات الأولياء الغزالي والبارزي والتاج السبكي والعفيف اليافعي من الشافعية ، والقرطبي وابن أبي جمرة من المالكية ، وقد حكي عن بعض الأولياء أنه حضر مجلس فقيه فروى ذلك الفقيه حديثاً ، فقال له الولي : هذا حديث باطل . قال : ومن أين لك هذا ؟ قال: هذا النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم واقف على رأسك إني لم أقل هذا الحديث وكشف للفقيه فرآه .
الفتاوى الحديثية ص 297 .

12- الإمام الفقيه الرباني محمد بن محمد العبدري الفاسي المصري المالكي المعروف بابن الحاج
(بعضهم يدعي رؤيته عليه الصلاة والسلام وهو في اليقظة، وهذا باب ضيق، وقل من يقع له ذلك الأمر، إلا من كان على صفة عزيز وجودها في هذا الزمان، بل عدمت غالبا، مع أننا لا ننكر من يقع له هذا من الأكابر الذين حفظهم الله تعالى في ظواهرهم وبواطنهم).
وقال أيضاً: في كتاب "المدخل 3/194:

13- الإمام عفيف الدين أبو محمد اليافعي اليمني المكي
قال في "روض الرياحين في حكايات الصالحين:
("قوله: تلقاني الخليل(" قول حق لا ينكره إلا جاهل بمعرفة ما يرد عليهم من الأحوال، التي يشاهدون فيها ملكوت السماء والأرض، وينظرون الأنبياء أحياء غير أموات كما نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى موسى عليه السلام في الأرض، ونظره هو وجماعة من الأنبياء في السموات وسمع منهم مخاطبات، وقد تقرر أن ما جاز للأنبياء معجزة جاز للأولياء كرامة بشرط عدم التحدي).
روض الرياحين والحاوي للفتاوي (2\258)

14- الامام ابن بطال
(قال بن بطال قوله فسيراني في اليقظة يريد تصديق تلك الرؤياه في اليقظة وصحتها وخروجها على الحق وليس المراد أنه يراه في الآخرة لأنه سيراه يوم القيامة في اليقظة فتراه جميع أمته من رآه في النوم ومن لم يره منهم وقال بن التين المراد من آمن به في حياته ولم يره لكونه حينئذ غائبا عنه فيكون بهذا مبشرا لكل من آمن به ولم يره أنه لا بد أن يراه في اليقظة قبل موته )
فتح الباري شرح صحيح البخاري جزء 12 - صفحة 383


15- العلامة الملا علي القاري
في كتابه جمع الوسائل شرح الشمائل للترمذي ، في رده على عبارة الاهدل ، جاء فيه : ( وهذه الالزامات كلها ليس شيء منها بلازم ، ودعوى استلزامه ( يعني الاهدل ) لذلك عين الجهل أو العناد ، وبيانه إن رؤيته صلى الله عليه وسلم يقظة لا يستلزم خروجه من قبره ، لأن من كرامات الاولياء كما مر أن الله يخرق لهم الحجب فلا مانع عقلاً ولا شرعاً ولا عادة أن الولي وهو بأقصى المشرق أو المغرب يكرمه الله تعالى بأن لا يجعل بينه وبين الذات الشريفة وهي في محلها من القبر الشريف ساتراً ولاحاجباً ، بأن تجعل تلك الحجب كالزجاج الذي يحكي ما وراه ، وحينئذ فيمكن أن يكون الولي يقع نظره عليه عليه الصلاة والسلام ، ونحن نعلم أنه صلى الله عليه وسلم حي في قبره يصلي وإذا أكرم إنسان بوقوع بصره عليه ( صلى الله عليه وسلم ) فلا مانع من أن يكون بمحادثته ومكالمته وسؤاله عن الاشياء وأنه يجيبه عنها، وهذا كله غير منكر شرعاً ولا عقلاً، وإذا كانت المقدمات والنتيجات غير منكرين عقلاً ولا شرعاً فإنكارهما أو إنكار أحدهما غير ملتفت إليه ولا معوّل عليه .... )
جمع الوسائل شرح الشمائل للترمذي (2\299)

16- لفقيه المالكي الإمام عليش
قال في فتح العلي المالك :
«وسمعت سيدي عليًا الخواص يقول : لا يصح خروج شيء من أقوال الأئمة المجتهدين عن الشريعة أبدًا عند أهل الكشف قاطبة، وكيف يصح خروجهم عن الشريعة مع اطلاعهم على مواد أقوالهم في الكتاب والسنة، وأقوال الصحابة، ومع اجتماع روح أحدهم بروح رسول الله صلى الله عليه وسلم وسؤاله عن كل شيء توقفوا فيه من الأدلة : هل هذا من قولك يا رسول الله أم لا ؟ يقظة ومشافهة وكذلك كانوا يسألونه صلى الله عليه وسلم عن كل شيء من الكتاب والسنة قبل أن يدونوه في كتبهم ويدينوا الله تعالى به ويقولون يا رسول الله قد فهمنا كذا من آية كذا وفهمنا كذا من قولك في الحديث الفلاني كذا فهل ترضاه أم لا؟ ويعملون بمقتضى قوله وإشارته صلى الله عليه وسلم ومن توقف فيما ذكرناه من كشف الأئمة ومن اجتماعهم برسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث الأرواح، قلنا له : هذا من جملة كرامات الأولياء بيقين »
فتح العلي المالك ج1 ص 92، 93

17- الإمام المجتهد القاضي ابن المنير علي بن محمد بن منظور
نقل عنه الحافظ في فتح الباري (... ضمن شرح حديث: "من رآني في المنام.." ) أنه قال:
يجعل الله لروحه مثالا، فيرى في اليقظة كما يرى في النوم...).
فتح الباري شرح صحيح البخاري جزء 12 - صفحة 383


18- الشيخ سراج الدين بن الملقن في طبقات الأولياء
قال الشيخ عبدالقادر الكيلاني قدس سره رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الظهر فقال لي يابني لم لا تتكلم قلت ياأبتاه أنا رجل أعجم كيف أتكلم على فصحاء بغداد فقال أفتح فاك ففتحته فتفل فيه سبعا وقال تكلم على الناس وأدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة فصليت الظهر وجلست وحضرني خلق كثير فأرتج علي فرأيت عليا كرم الله تعالى وجهه قائما بإزائي في المجلس فقال لي يا بني لم لا تتكلم قلت ياأبتاه قد أرتج علي فقال أفتح فاك ففتحته فتفل فيه ستا فقلت لم لا تكملها سبعا قال أدبا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم
روح المعاني ج22/ص35


19- الإمامِ المناوي
قال في فيض القدير، شرح الجامع الصغير
- (طوبى لمن رآني) أي وأثرت فيه بركة نظري إليه ورؤيته لي (ولمن رأى من رآني، ولمن رأى من رأى من رآني) والعارفون يرونه في عالم الحس يقظة حتى قال الشيخ أبو العباس المرسي: لو احتجب عني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم طرفة عين ما عددت نفسي من الفقراء، وفي رواية من المسلمين، وكان بعضهم يعيد كل صلاة غفل فيها عن شهوده ولو سهواً ويقول: من توارى عنه شهوده في صلاته ولم يصافحه فيها فهي خداج لأنه الذي يمدّ جميع العمال بشريعته ] في مراتب الكمال، وهذا المقام وإن عسر على الناس ولا يقول به كثير فكل ميسر لما خلق له فمن أهله اللّه لمقام صعب المرتقى فهو عنده من أسهل الأمور."
فيض القدير الجزء الرابع >> حرف الطاء وفي (6\32)

20- الإمام ابن العماد الحنبلي
في كتابه شذرات الذهب
في ترجمة الإمام السيوطي....رحمه الله
"...وذكر الشيخ عبد القادر الشاذلي في كتاب ترجمته أنه كان يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقظة فقال لي يا شيخ الحديث فقلت له يا رسول الله أمن أهل الجنة أنا قال نعم فقلت من غير عذاب يسبق فقال ذلك وقال الشيخ عبد القادر قلت له كم رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقظة فقال بضعا وسبعين مرة ........... "وقال الإمام ابن العماد الحنبلي "...ومناقبه لا تحصر كثرة ولو لم يكن له من الكرامات إلا كثرة المؤلفات مع تحريرها وتدقيقها لكفي ذلك شاهدا لمن يؤمن بالقدرة ." انتهى
شذرات الذهب (10\102)

21- إمام القراء و المحدثين الإمام الجزري
قال الإمام الجزري في كتابه ( الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين صلى الله عليه و سلم) في المقدمة
" و لما اكملت ترتيبه و تهذيبه - يقصد الحصن الحصين - طلبني عدو، و لا يمكن ان يدفعه إلا الله تعالى، فهربت عنه متخفيا، و تحصنت بهذا الحصن، فرأيت سيد المرسلين صلى الله عليه و سلم و انا جالس على يساره، و كانه صلى الله عليه و سلم يقول : ماذا تريد؟ فقلت : يا رسول الله! ادع الله لي و للمسلمين، فرفع صلى الله عليه و سلم يديه الكريمتين و انا انظر اليهما، فدعا، ثم مسح بمهما وجهه الكريم، و كان ذلك ليلة الخميس، فهرب العدو ليلة الاحد، و فرج عني و عن المسلمين ببركة ما في هذا الكتاب عنه صلى الله عليه و سلم.


22- لإمام أبي العباس القرطبي
يقسم بالله انه راي النبي صلي الله عليه وسلم يقظة
قال رحمه الله تعالى في كتابه ( المُفْهِم ) لِما أشكل مِن تلخيص كتاب مسلم ج6ص24-25 ما نصه

( قد قررنا أنَّ المدركَ في المنام أمثلةٌ للمرئيات لا نفس المرئيات ، غير أنَّ تلك الأمثلة تارة تكون مطابقةً لحقيقة المرئيِّ ، وقد لا تكون مطابقة . ثمَّ المطابقة قد تظهر في اليقظة على نحو ما أدركتَ في النوم ، كما قد صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لعائشة: " أُريتُكِ في سَـرَقَـةٍ مِن حرير ، فإذا هي أنتِ " ومعناه: أنه رآها في نومه على نحو ما رآها في يقظته .

قلتُ: وقد وقع لي هذا مرات . منها: أني لمَّا وصلتُ إلى تونس قاصداً إلى الحج سمعتُ أخباراً سيِّئة عن البلاد المصرية مِن جهة العدوِّ الذي غلب على دمياط فعزمتُ على المقام بتونس إلى أنْ ينجلي أمر العدو ، فأُريتُ في النوم كأني في مسجد النَّبي صلى الله عليه وسلم وأنا جالسٌ قريباً مِن منبره ، وأُناس يُسلِّمون على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فجاءني بعض من سلَّم عليه ، فانتهرني وقال: قُمْ فسلِّمْ على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقمتُ فشرعتُ في السلام على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فاستيقظت ، وأنا أسلِّم عليه ، فجدَّد الله لي عزماً ويسَّر عليَّ فيما كان قد صعبَ مِن أسبابي ، وأزال عنِّي ما كنتُ أتخوَّفه مِن أمر العدو ، وسافرتُ إلى أنْ وصلت إلى الإسكندرية عن مدة مقدارها ثلاثون يوماً في كتف السلامة ، فوجدتها والديار المصرية على أشدّ خوفٍ ، وأعظم كربٍ ، والعدو قد استفحل أمره ، وعظمت شوكته ، فلم أُكمل في الإسكندرية عشرة أيامٍ حتَّى كسر الله العدو ، ومكَّن منه مِن غير صُنْع أحدٍ من المخلوقين ، بل: بلطف أكرم الأكرمين ، وأرحم الراحمين . ثمَّ: إنَّ الله تعالى كمَّل عليَّ إحسانه وإنعامه ؛ وأوصلني بعد حجِّ بيته إلى قبر نبيه ومسجده ، فرَأَيتـُـهُ وَاللـَّــــهِ فـي اليـقـظــة على النَّحو الذي رأيته في المنام مِن غير زيادة ولا نقصان ). انتهى


23- العلامة النفراوى المالكى رحمه الله

قال في الفواكة الدواني

(( يجوز رؤيته – عليه الصلاة والسلام- فى اليقظة والمنام باتفاق الحفاظ , وانما اختلفوا هل يرى الرائى ذاته الشريفة حقيقة او يرى مثالا يحاكيها , فذهب الى الأول جماعة وذهب الى الثانى : الغزالى والقرافى واليافعى واخرون واحتج الأولون بأنه سراج الهداية ونور الهدى وشمس المعارف كما يرى النور والسراج والشمس من بعد , والمرئى جرم الشمس بأعراضه فكذلك البدن الشريف , فلا تفارق ذاته القبر الشريف , بل يخرق الله الحجب للرائى ويزيل الموانع حتى يراه كل راء ولو من المشرق والمغرب , او تجعل الحجب شفافة لا تحجب ما وراءها , والذى جزم به القرافى او رؤياه مناما ادراك بجزء لم تحله افة النوم من القلب فهو بعين البصيرة لا بعين البصر بدليل انه قد يراه الأعمى وقد حكى ابن ابى جمرة وجماعة انهم رأوا النبى صلى الله عليه واله وسلم يقظة وروى : (( من رانى مناما فسيرانى يقظة )) . ومنكر ذلك محروم , لأنه كان ممن يكذب بكرامات الأولياء فالبحث معه ساقط لتكذيبه ما أثبتته السنة أشار الى جميع ذلك شيخ مشايخنا اللقانى فى شرح جوهرة التوحيد ))

24- الإمام السيوطي
له كتاب في أثبات ذلك ونقلنا منه وهو الحواي وله رسالة فيه تسمي تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي والملك
حملها من هنا
25- أبو عبدالله القرشي
روض الرياحين والحاوي (2\259)

26- عبدالقادر الجيلاني
في طبقات الاولياء وعوارف المعارف وجمع الوسائل (2\299)

27- الإمام القسطلاني
في المواهب اللدنية وجمع الوسائل (2\299)

28-الامام الباقلاني
جمع الوسائل (2\299)

39- صدر الدين القونوي
جمع الوسائلل (2\292)

30- برهان الدين البقاعي
معجم الشيوخ والحاوي (2\261)
وغيرهم الكثير مما لا يتسع المقام لذكرهم مثل

القاضي عياض والعلامة الخادمي والمازري وبدر الدين بن الصاحب ونور الدين الايجي وابن النجار الشيخ ابن علاّن الصديقي الشافعي و الإمام التاج السبكي و الإمام النجم الغزي و الإمام ابن دقيق العيد و لعلامة المحدث ولي الله الدهلوي الخ الخ الخ.

فهل كل هؤلاء الائمة الذين ذكرناهم عندهم خلل في عقيدتهم