Total Pageviews

Friday, September 24, 2010

الطلب في حقيقته من الله جل جلاله وهذا مقرر في شرعنا.

فالاستغاثة السببية تفرق كثيراً عن الاستغاثة بقصد العبادة والاستغاثة بقصد تعاطي الأسباب مشروعة مع اعتقاد أن الفاعل حقيقة هو الله وحده لا شريك له .
القول اغثني يا رسول الله او مدد يا رسول الله او مدد يا جيلاني
فاعلم حياك الله أن من له أدنى اطلاع على اللغة يعلم أن هذا القول مقبول لغاً وشرعاً وانه مجاز ولم يقصد منه ما يتبادر لاذهان الجهلاء وأن ما تخفيه الصدور اعلم به من لا تخفي عليه خافيه في الأرض ولا السماء والأمر أن أصحاب هذا القول هم في قريرة أنفسهم يعلمون حق العلم أنه وحده سبحانه وتعالى هو النافع والضار ولا يقع في ملكه إلا ما يريد وذلك طمعا في الإجابة لما للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من منزلة عند الله وهذا ضرب من أضرب المجاز ولا يستطيع أحد ممن له أدنى مسكة في علم الشريعة واللغة العربية أن ينكر وجود المجاز في القرآن الكريم والسنة الشريفة.
فما قصد الاستغاثة أوطلب ذلك استقلالا إنما قوله هذا مجازا وتصريحه به لا يخل بعقيدته.
فما قصد منه غير التوسل بسيدنا النبي وببركته ودعاءه...
وما قصد في طلبه ان سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يشارك رب العالمين.
وما قصد ان الولي له صفات الربوية كما يدعي البعض بل لان هؤلاء لهم فضل واقرب قبولا منهم لما عندهم من إخلاص وصفاء قلب وقوة في الطاعة أعظم مما عند السائل فطلب المدد ممن هو أرفع منه اعترافا بتقصيره وبأنه ليس أهلا لإجابة دعائه وبهذا يكون ملتزما بالكتاب والسنة حالا ومقالا كما سنوضح في بعض الالفاظ.
فانظر حياك الله هذه أقوال محسوسة وملموسة فكيف نحكم على القائل بالكفر والشرك وهو مؤمنا موحدا بالله الواحد الأحد؟
وهي تحمل على المجاز كما قلنا مثل القول
هذا الطعام أشبعني
وهذا الماء رواني
وهذا الدكتور عالجني
وهذا الدواء شفاني.
او اغثني يا دكتور وغيرها
فهذا كله مجازا والفاعل الحقيقي هو الله تعالى المشبع والراوي والشافي والمعالج حقيقيا هو الله تعالى..وكل هذه أسباب ولهذا يجب احمال الكلمات على الوجه الصحيح.
وإذا نظرنا سنجد شرعنا ينض على ما قلنا
يقول سبحانه (وَأَوْحَيْنَا إِلى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِعَصَاكَ الْحَجَرَ) لأعراف: ١٦0
فقد فرج عنهم سيدنا موسى عليه السلام باذن الله عند طلب قومه قضاء حاجتهم وهى الاستسقاء وقد فرج عنهم باذن الله تعالى ولا فرق بين ميت وحي فالشرك محرم في الحياة والممات وطلب شئ مثل الاستسقاء من عبد لله تعالى لا يستطيع ان يقوم به الا باذن الله تعالى قطعاً وعقلاً ونقلاً..

No comments:

Post a Comment