Total Pageviews

Friday, September 24, 2010

قول الصحابي ربيعة بن كعب الأسلمي للنبي صلى الله عليه وسلم : (( أسألك مرافقتك في الجنة ))

يقول الصحابي ربيعة بن كعب الأسلمي للنبي صلى الله عليه وسلم : (( أسألك مرافقتك في الجنة )) كما جاء في ( صحيح مسلم باب فضل السجود والحث عليه 3/40) 754
ودخوله هو بيد الله عز وجل لايقدر عليه إلا هو سبحانه ومادام هذا القول ثبت وهو في السنة فهو جائز حتماً وليس محرماً ولا شركاً فرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقر أحداً على الكلام المحرم وإن كان شركاً فهو أولى بالإنكار وإذا كان جائزاً بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينبغي الاعتراض عليه حتى ولا بالقول أنه ترك الأفضل لإنه لو كان فيه أي مخالفة شرعية مهما قلّت لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبه قائله على ذلم كأن يقول له : دع هذا وإن كان صحيحاً لإنه يوهم غير الصواب
ولهذا الحديث حسب ما يدل لفظه معنيان صحيحان ويحتمل معنى ثالثاً وهو باطل وإن احتمله اللفظ لإنه لايوافق الشرع
المعنى الأول :- هو أنه يعني بهذا الكلام (( أسألك أن تدعو الله لي أن يجعلني رفيقك في الجنة )) أي هو توسل بطريق طلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم وهذا التوسل متفق على مشروعيته .
والمعنى الثاني:- هو أن يدخله النبي صلى الله عليه وسلم الجنة برفقته لكن بإذن الله تعالى وإذا جاز أن يحيي نبي الله عيسى الموتى بإذن الله ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله ولا يكون ذلك شركاً ولا محرماً فأيسر منه في الجواز أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم فرداً من أمته الجنة بإذن الله كما جاء في عدد من أحاديث الشفاعة يوم القيامة كقوله تعالى له صلى الله عليه وسلم : (( أدخل من أمتك الجنة من لا حساب عليهم من الباب الأيمن)) ( البخاري : ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا 4343) فهذا الدخول إلى الجنة أيضاً بطلب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك من الله تعالى لهذا الصحابي أو يكون ذلك بإذن سابق من الله تعالى دون طلب النبي صلى الله عليه وسلم
والمعنى الثالث:- مما يحتمله لفظ حديث (( أسألك مرافقتك في الجنة )) وهو باطل ولا يخطر في بال مسلم أن يريده هو : أن يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بدون إذن الله تعالى
فكل مسلم يعلم ضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء لا يشفعون عند الله إلا بإذنه ولا يفعلون شيئاً في ملكه إلا بإذنه سبحانه وتعالى ومن اتهم أحداً من المسلمين بأنه يقصد هذا المعنى يقال له :" هلا شققت عن قلبه "
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد رضي الله عنه حين زعم أن رجلاً كافراً قال لا إله إلا الله إنه قال ذلك لينجو من القتل وإذا كان هذا الاحتمال باطلاً ولا يخطر في بال المسلمين فلا ينبغي أن يقال لأحد منهم إنك تقصد معنى الكفر وأنت بسبب هذا القول كافر بل لاينبغي لأحد أن يزعم أن الأولى أن نتجنب هذه الألفاظ لإنها توهم معنى باطلاً فرسول الله صلى الله عليه وسلم أحرص منا على التوحيد ولم يقل لمن تكلموا بها اتركوها وجاء طلب الشفاء منه والعلاج من النساين وغيرها والاستعاذة به وغيرها الكثير .

No comments:

Post a Comment