Total Pageviews

Thursday, March 3, 2011

سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه

و راع صاحب كسرى أن رأى عمرا= بين الرعية عطلا و هو راعيها
و عهده بملوك الفرس أن لها = سورا من الجند و الأحراس يحميها
رآه مستغرقا في نومه فرأى = فيه الجلالة في أسمى معانيها
فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملا = ببردة كاد طول العهد يبليها
فهان في عينه ما كان يكبره = من الأكاسر والدنيا بأيديها
و قال قولة حق أصبحت مثلا = و أصبح الجيل بعد الجيل يرويها
أمنت لما أقمت العدل بينهم = فنمت نوم قرير العين هانيها



يا من صدفت عن الدنيا و زينتها = فلم يغرك من دنياك مغريها
ماذا رأيت بباب الشام حين رأوا = أن يلبسوك من الأثواب زاهيها
و يركبوك على البرذون تقدمه = خيل مطهمة تحـلو مرائيـها
مشى فهملج مختالا براكبه = و في البراذين ما تزها بعاليـها
فصحت يا قوم كاد الزهو يقتلني = و داخلتني حال لست أدريها
و كاد يصبو إلى دنياكم عمر = و يرتضي بيـع باقيه بفانـيها
ردوا ركابي فلا أبغي به بدلا = ردوا ثيابي فحسبي اليوم باليها



(مثال من رحمته )

و من رآه أمام القدر منبطحا = و النار تأخذ منه و هو يذكيها
و قد تخلل في أثناء لحيته = منها الدخان و فوه غاب في فيها
رأى هناك أمير المؤمنين على = حال تروع لعمر الله رائيها
يستقبل النار خوف النار في غده = و العين من خشية سالت مآقيها



(مثال من تقشفه و ورعه )

إن جاع في شدة قومٌ شركتهم = في الجوع أو تنجلي عنهم غواشيها
جوع الخليفة و الدنيا بقبضته = في الزهد منزلة سبحان موليها
فمن يباري أبا حفص و سيرته= أو من يحاول للفاروق تشبيها
يوم اشتهت زوجه الحلوى فقال لها = من أين لي ثمن الحلوى فأشريها
لا تمتطي شهوات النفس جامحة = فكسرة الخبز عن حلواك تجزيها
و هل يفي بيت مال المسلمين بما = توحي إليك إذا طاوعت موحيها
قالت لك الله إني لست أرزؤه = مالا لحاجة نفـس كنـت أبغـيها
لكن أجنب شيأ من وظيفتنا = في كل يوم على حـال أسويـها
حتى إذا ما ملكنا ما يكافئـها = شـريتـها ثـم إنـي لا أثنـيها
قال اذهبي و اعلمي إن كنت جاهلة = أن القناعة تغني نفس كاسيها
و أقبلت بعد خمس و هي حاملة = دريهمات لتقضي من تشهيها
فقال نبهت مني غافلا فدعي = هذي الدراهم إذ لا حق لي فيها
ويلي على عمر يرضى بموفية = على الكفاف و ينهى مستزيدها
ما زاد عن قوتنا فالمسلمين به = أولى فقومي لبيت المال رديها
كذاك أخلاقه كانت و ما عهدت = بعـد النبـوة أخلاق تحـاكيها



(مثال من هيبته )

في الجاهلية و الإسلام هيبته = تثني الخطوب فلا تعدو عواديها
في طي شدته أسرار مرحمة = تثني الخطوب فلا تعدو عواديها
و بين جنبيه في أوفى صرامته = فـؤاد والـدة تـرعى ذراريـها
أغنت عن الصارم المصقول درته = فكم أخافت غوي النفس عاتيها
كانت له كعصى موسى لصاحبها = لا ينزل البطل مجتازا بواديها
أخاف حتى الذراري في ملاعبها = و راع حتى الغواني في ملاهيها
اريت تلك التي لله قد نذرت = انشــودة لرسـول الله تهديـها
قالت نذرت لئن عاد النبي لنا = من غزوة العلى دفي أغنيــها
و يممت حضرة الهادي و قد ملأت = أنور طلعته أرجاء ناديها
و استأذنت و مشت بالدف و اندفعت = تشجي بألحانها ما شاء مشجيها
و المصطفى و أبو بكر بجانبه =لا ينكران عليها من أغانيـها
حتى إذا لاح من بعد لها عمر = خارت قواها و كاد الخوف يرديها
و خبأت دفها في ثوبها فرقا = منه وودت لو ان الأرض تطويها
قد كان حلم رسول الله يؤنسها = فجاء بطش أبي حفص يخشيها
فقال مهبط وحي الله مبتسما = و في ابتسامته معنى يواسيها
قد فر شيطانها لما رأى عمر = إن الشياطين تخشى بأس مخزيها

No comments:

Post a Comment